السبت، 17 أكتوبر 2015

حديث الجارة (3)


عاطف الكومندان
--

وقد أخبرتك يا صاح أن حقق .. إن الحياة لا يسفر معناها إلا حين يُتأمل ختامها ، ألم تر أن طرب النغم لا ينال إلا بتمام جملته الختامية ؟! ، ألم تر أن أروع ما فى الشعر لا يؤتى إلا عند سماع القافية ؟! ، ألا ترى أن ورود النهايات ضرورى لراحة النفس وإن كان العناء كامن فيه ؟! .
وعند إجابتك ب"بلى" فتحمل عناء ما عذبت لأجله ، فمثلك ممن أحب بلا أمل أشقى الناس ولا ريب .
#‏أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالى؟
..................................


بعد ما خالج نفسي حينها تيقنت أن تطابق حروف "الأمل" و "الألم" ليس اعتباطيا وما هو بمحض صدفة لا دلالة لها .
بعدما رأيتك وتعطلت لغة الكلام في فمى عندما اكتفيت بمجاهدة نور وجهك الطاغى جلالا حين تأملتك عُوضت بأن رأيتك أخرى فيما يري النائم لكنها مرة كنت فيها طليق اللسان واستطعت أن أبوح إليك بما لم أستطع البوح به حينها .. فهل رأيتنى ؟ !
لا يهم بعدما حدث ألم أم أمل .. فقد رأيت وقلت وحسبي هذا
#أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالى؟
.....................................

طوبي لمن لا يجد قلبي انفعالا جراء فرح لقياها إلا البكاء ، حيث أن لا أصدق ولا أقدر علي الإعراب منه تيها كان الأمر أو اتضاعا ..
ليكن ذلك ، إنى رضيتُ بحظى فيك أينما ذهبت بى .. فهللا رضيتى !
#‏أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالى؟
.....................................


والناس عندي مقامات كما علمتِ ، فأدناهم- فيما أظن أنه ناس - الطبيب من حيث يحاول إبراء ما يشبه الآلات في الأجساد ، وأوسطهم صاحب النغم فمن شأنه سبر أغوار القيعان في جواهر النفوس لا أعراضها ، وأعلاهم من قد تدركينه بقليل نظر في مقلتىّ وقليل تمييز من سماع لأنات ما يشبه القدر وهو يغلي فىّ .
#أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالى؟
.............................


ومرارة الفقد لا تعدلها مرارة سوى أن يضاف إليها قرب من تفقد ، لن تعلم يا صاح ما أقول إلا أن ترى من تعلق بقلبك يوما ما - بعدما فرقتكما إحدى نوائب الدهر - حين لا يأبه لك عندما تقع عينك على عينه ثم يمر وكأن ما كان لم يكن !!
و آه من فعل ذلك السهم الذي يرديك لكنه موت من نوع آخر ،يشارف الذروة ولا يصل  ، فأنت بين الحياة والممات كائن !
تبدو كأن لا ترانى وملؤ عينك عينى
#‏أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالى؟
......................................  

      
وتوحد ما بك وما بي يا ابن الجهم فقلت بلسان مقالك ما مراده  :
((عيون المها .. جلبن الهوى
أعدن اللقا .. إليّ الدوا))
فمثلى ومثلك كمن عرف وما اسطاع  أن يغترف والمقال ينبي عن الحال  :
سلمن فقلت .. سلام ليا
لهون نعمت .. كأن لاهيا
ضلالى فيها .. هداها هيا
صددن رققت .. فزادت بيا
هجرن فهجت .. رضى شانيا
شكوت لليل .. رأى حاليا
بقلب بوجد .. بها باليا
أيا ليل لا .. قي لها لاقيا
أو اجمع لعل المها صافيا
أو ارق الجوى .. فما راقيا
أو ارحم هوى لي.. غدا خاليا
#أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالى؟