الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015

المنفرجة


فريق تحرير مقصد
--

المنفرجة قصيدة عظيمة القدر والفائدة ،  وهى منسوبة لأبي الفضل يوسف بن محمد بن يوسف التوزري التلمساني  433 هـ - 513 هـ 1041 - 1119 م  ... 
وقد شرحها كثيرون منهم الشيخ إسماعيل الانصارى في شرح أسماه (الأضواء البهجة في إبراز دقائق المنفرجة) ، ومنهم العلامة عبد العزيز المكى شرحا سماه (المنعرجة في شرح المنفرجة) ، والشيخ حسنين مخلوف -مفتى مصر السابق -في شرحه الذي سماه (شفاء الصدور الحرجة بشرح دقائق المنفرجة) وكثيرون غيرهم. 
نص القصيدة :

اشتدّي أزمةُ تنفرجي *** قد آذَنَ لَيلُكِ بالبَلَجِ
و ظلام الليل له سُرُجٌ *** حتى يغشاه أبو السُّرُج
و سَحابُ الخَيرِ لَهُ مطرٌ *** فإذا جاء الإبَّانُ يَجِي
و فَوائِدُ مولانا جُمَلٌ *** لسُروح الأنفسِ و المُهَجِ
و لها أَرَجٌ مُحْيٍ أبدا *** فَاقْصِد مَحْيَا ذَاكَ الأرَجِ
فَلَرُبَّتمَا فَاضَ المَحْيَا *** ببُحورِ المَوْجِ من اللُّجَج
والخَلْقُ جَميعًا في يدِهِ *** فَذَوُ سَعَةٍ و ذَوُ حَرَجِ
و نُزولُهُمُ و طُلوعُهُمُ *** فإلى دَرَكٍ و على دَرَج
و معايشُهُم و عَواقِبُهُم *** ليستْ في المَشْيِ على عِوَجِ
حِكَمٌ نُسِجَتْ بِيَدٍ حَكَمَتْ *** ثم انتسجَتْ بالمُنْتَسِجِ
فإذا اقْتَصَدَتْ ثم انْعَرَجَتْ *** فبمُقْتَصِدٍ و بمُنْعَرِجِ
شَهِدَتْ بعجائِبها حُجَجٌ *** قامت بالأمرِ على حِجَجِ
و رِضًا بقضاء الله حَجِى *** فعلى مَرْكوزَتِه فَعُجِ
و إذا انفتحتْ أبوابُ هُدَى *** فاعجل بخزائنها و لِجِ
و إذا حاوَلْتَ نِهايتَها *** فاحذَرْ إذْ ذَاك من العَرَجِ
لتكون من السُّبّاقِ إذا *** ما جِئْتَ إلى تلك الفُرُجِ
فهناك العَيْشُ و بَهجَتُهُ *** فَلِمُبتهِجٍ ولِمُنْتَهِجِ
فَهِجِ الأعمال إذا رَكَدَتْ *** فإذا ما هِجْتَ إذَن تَهِجِ
و معاصِي اللهِ سَمَاجَتُهَا *** تَزدانُ لذي الخُلُقِ السَّمِج
و لِطاعَتِه و صَبَاحَتِها *** أنوارُ صبَاحٍ مُنْبَلِجِ
من يخْطب حُورَ الخُلْدِ بِها *** يَظفر بالحُور و بالغُنُجِ
فكُنِ المَرْضِيَ لهَا بتُقىً *** تَرْضَاهُ غَداً و تَكونَ نَجِى
و اتْلُ القرآنَ بقَلْبٍ ذِي *** حُرُقٍ و بصَوتٍ فيه شَجِى
و صلاةُ الليلِ مسافَتُها *** فاذهَبْ فيها بالفَهْمِ و جِ
و تأمَّلَها و معانِيها *** تَأتِ الفِردوسَ و تَفْترجِ
و اشرب تَسْنِيمَ مُفَجِّرِها *** لا مُمْتَزِجًا و بمُمْتَزِجِ
مُدِحَ العَقلُ الآتِيهِ هُدًى *** و هَوَى مُتَوَلِّ عنه هُجِى
و كِتابُ اللهِ رِيَاضَتُهُ *** لِعُقُولِ الخلق بِمُنْدَرِجِ
و خِيارُ الخَلْقِ هُدَاتُهُمُ *** و سِوَاهُمْ من هَمَجِ الهَمَجِ
فإذا كنت المِقْدَامَ فَلا *** تَجْزَعْ في الحَربِ من الرَّهَجِ
و إذا أبْصَرْتَ مَنَارَ هُدَى *** فاظْهَر فَرْدًا فَوْقَ الثَّبَجِ
و إذا اشْتَاقَت نفسٌ وَجَدَت *** ألَمًا بالشَّوقِ المُعْتَلِجِ
و ثَنَايَا الحَسْنا ضَاحِكةً *** و تَمَامُ الضِّحْكِ على الفَلَجِ
و عِيابُ الأسْرارِ اجْتَمَعَتْ *** بأمانَتِها تحت الشَّرَجِ
و الرِّفْقُ يدوم لصاحِبهِ *** و الخرْقُ يَصِير إلى الهَرَجِ
صَلَواتُ اللهِ على المَهْدِي *** الهادي الناس إلى النَّهْجِ
و أبي بكرٍ في سيرَتِه *** و لِسانِ مقالتِه اللَّهِجِ
و أبي حَفْصٍ و كرامتِهِ *** في قِصَّةِ سَارِيَةَ الخَلِجِ
و أبي عَمْرٍ ذي النُّورَيْنِ *** المُسْتَهْدِ المُسْتَحْيِ البَهِجِ
و أبي حَسَنٍ في العِلْمِ إذَا *** وَافَى بسَحائِبِه الخُلُجِ


 وهذه مخطوط لمختصر شرح الشيخ زكريا الأنصارى: اضغط هنا

بيانات المخطوطة:
اسم المخطوط: فتح مفرج الكرب (مختصر شرح قصيدة المنفرجة)
المؤلف: زين الدين أبو يحيى زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا السنيكي المصرى الشافعى
صاحب القصيدة: يوسف بن محمد بن يوسف التوزري معروف بابن النحوي البجائي (نسبة إلى بجاية الجزائر) ت 513 هـ
الفن: آداب وفضائل
المصدر: مخطوطات الأزهر الشريف
عدد الأوراق: 08