فريق تحرير مقصد
--
كتاب أبي سفيان إليه صلى الله عليه وسلم وقت الخندق:
لما ملت قريش المقام ، كتب أبو سفيان كتاباً وبعثه مع أبي سلمة الخشني ، فلما أتى به ، دعا رسولُ الله أبيَّ بن كعب فدخل معه قبته فقرأ عليه:
"باسمك اللهم ، فإني أحلف باللات والعزى وساف ونائلة وهبل لقد سِرتُ إليك في جمعنا. وأنّا نريد ألا نعود إليك أبدا حتى نستأصلكم. فرأيت قد كرهت لقاءنا ، وجعلت مضايق وخنادق ، فليت شعري من علمك هذا؟ فإن نرجع عنكم فلكم منا يوم كيوم أحد ، ننصر فيه النساء".
فكتب إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
"من محمد رسول الله إلى أبي سفيان بن حرب. أما بعد فقد أتاني كتابك وقديما غرك بالله الغرور. وأما ما ذكرت أنك سرت إلينا في جمعكم ، وأنك لا تريد أن تعود حتى تستأصلنا فذلك أمر الله يحول بينك وبينه ، ويجعل لنا العاقبة حتى لا تذكر اللات والعزى. وأما قولك من علمك؟ الذي صنعنا من الخندق ، فإن الله تعالى ألهمني ذلك لِما أراد من غيظك به وغيظ أصحابك. وليأتين عليك يوم أكسر فيه اللات والعزى و أساف ونائلة وهبل حتى أذكرك ذلك".
مغازي الواقدي (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 113 - (ص 492 - 493 من المطبوع) - كتاب النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم للمقريزي (مخطوطة نور عثمانية باستانبول) ورقة 9 - أنساب الأشراف للبلاذري ج1/344 - إمتاع الأسماع للمقريزي ج 1 ص 239 - 240