الجمعة، 11 سبتمبر 2015

هوامش على كشكول الصراع

 

مصطفى حجازي
-- 

توازن الرعب : في الحرب العالمية الثانية قصف الأمريكان "هيروشيما" و "ناجازاكي" بالقنابل النووية ولم يفعلوا ذلك في "برلين" النازية مع إنها كانت الأخطر في هذه المرحلة لا كما يشاع بسبب فقط عنصرية الرجل الأبيض التي منعته من ضرب أبناء عرقه ووجهته لجزر أصحاب العيون الضيقة بل أيضًا بسبب شك قراصنة واشنطن الذين وصلوا لهذا السلاح بواسطة أيادي ألمانية مهاجرة بالإساس في أن يكون الرايخ الثالث قد سبقهم لهذا السلاح فيعني إستخدامهم له ضده إنتظار ضربة إنتقامية مماثلة لما يقتضيه قانون نيوتن الثالث للحركة القائل :

"لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الإتجاه "

لذا كانت إمبراطورية اليابان هي الهدف منزوع الأسنان والحقل معدوم الحراس لإجراء هذه التجربة دون الخشية من نتائج سلبية علي المجربين ...

تمر السنوات و تستمر الحرب الفيتنامية الأمريكية فترة الستينات ولا تستطيع أمريكا المضي قدمًا في خطة الجنرال " مكارثي " لإجراء ضربات نووية علي ما يقارب الثلاثين منطقة في آسيا لإيقاف الخطر الأحمر وصنع إنتصار لليانكيز علي رجال حروب العصابات الفيتكونغ في فيتنام والكوريين في بيونغيانع ليحفظ ماء وجوههم المراق من قبل علي سواحل الكاريبي و في غابات أمريكا اللاتينية ....

لكن أمريكا التي تعلم جيدًا أن "ستالين " لم يترك الميدان الاحمر قبل أن تمر فيه من أمامه صواريخه العابرة للقارات القادرة علي حمل رؤوس الموت النووية تعدل عن هذه الإقتراحات المجنونة لـ"مكارثي" خاصة بعد أن دخلت واشنطن ونيويورك في مظلة قدرة الردع السوفيتية في حادثة الصواريخ الكوبية -نشرت كوبا الثورة منصات صواريخ سوفيتية قادرة علي حمل رؤوس نووية علي أراضيها- الأمر الذي جعل صانع القرار الأمريكي يفضل ترك فيتنام للشيوعيين علي أن يعيش إحتمال -مجرد إحتمال- أن يكون طرفًا في حرب نووية شاملة ...

الأمر نفسه تكرر مع أرض الحكام المعاتيه المعروفة بكوريا الشمالية و المحاصرة منذ عقود ولا تستطيع أمريكا مع ذلك شيها بنارها المبالغ في قوتها لا لشيء إلا خشية سلاحها النووي الضعيف مقارنة بتكنولوجيا هذه الأيام ....

الأمر إذًا هو خلق حالة ما من الرعب المتبادل ....نوعًا ما من مباريات التحمل يكون فيها إصبع كل خصم تحت أضراس خصمه ليزيد كل منهما قوة ضغط فكه علي أصبع عدوه كلما ضغط عدوه علي أصبعه .....

الأمر الذي وعاه رجال الطليعة المسلمة المجاهدة في أواخر التسعينات فوحدوا تنظيمين من أكبر تنظيمات المجاهدين علي وجه الأرض وأنتجوا مشروعًا يعمل علي نقل المعركة لدول المركز تحت عنوان بسيط جدًا في ألفاظه معقد وعميق للغاية في معانيه ومدلولاته ....

شعار المقايضة علي الحق في الحياة الآمنة الذي لخصه الداعية له بقسمه الشهير :

"أقسم بالله العظيم الذي رفع السماء بلا عمد، لن تحلم أمريكا ولا من يعيش في أمريكا بالأمن قبل أن نعيشه واقعا في فلسطين، وقبل أن تخرج جميع الجيوش الغربية من أرض محمد صلى الله عليه وسلم "

الإستنتاج الذي يجب أن نصل له في النهاية من كل هذا أن الظالم يستمر في ممارسة ظلمه علي المظلومين طالما لم يبادروه برد فعل قوي يجعله يضع نتائجه علي طاولة حساباته ... في غياب هذا الرد الذي يصنع توازنًا في حالة الرعب بين طرفي الصراع سيظل الطرف الأضعف مجرد كيس للملاكمة لا قيمة له إلا تقوية الطرف الظالم و مساعدته في تضخيم عضلات ذراعيه إستعدادًا للمعركة الفاصلة مع عدو جدير بمنازلته ....

إما عن كيف يكون رد الفعل بين الطرفين غير المتكافئين فهذا حديث آخر يطول بإذن الله ......

#يتبع #من_أجل_معركة_لانخبوية