عماد رشاد
--
كم هى خانقة أجازة العيد لرجل يعشق عمله
اشتقت إلي أولئك الكائنات الصغيرة المدهشة ذوات الكفوف الناعمة وبراءة الضحكات والدموع
عملٌ هو الشغف، محض الشغف، لو بقيت أعمله لقيام الساعة دون مقابل لسرني فما بالك وقد أنعم الله عليك أن تمارس شغفك وتحصل علي أجر عليه أيضا
لك أن تتخيل هذه المضغات الصغيرة حديثي الولادة بغلافهم الشمعي ووضعهم الضفدعي ومواءهم الرقيق
تخيل طفل عمره أربعة أشهر تلمح فيه شخصية مستقلة عنيدة .. توقن من داخلك " هذا الطفل سيكون له شأن ما ".. تخبر الأم فتكاد تزغرد
تخيل لماضة بنات المدرسة الابتدائية وانت بتعاكسها وبتبوس ايديها وتنغزك وتقولك عيب
تخيل تمرد الاولاد بتوع التلاتاشر سنة وهو فرحان بنبتات شعرية رقيقة موضع شنبه ومعترض انه داخل عيادة اطفال وبيطالب بتخصص خاص للمراهقين بين الأطفال والباطنة
تخيل ذاك الطفل المقتحم غرفتك وسط الصريخ والدموع متشنجا أو في انغلاق حنجري أزرق وفاقدا للوعي والاستجابة تحمله غريزة الأم النائحة متعلقة برقبتك ترجوك نجدته .. وبعد بضعة دقائق تنكب بضحكتها علي رأسك تقبلك وهو يقف بجوارها ممسكا بذراعها .. لأنك منحته قطرات وريدية خففت نوبته
تخيل بكاءك علي أحد أحباءك من ذوي الامراض المستعصية وهو يقف علي الحافة بين الموت والحياة يصارع .. وقد عجزت علوم الأرض علي أن تمنحه مزيد وقت
تخيل وجودك في جنازة طفل لم يتجاوز العشرة أعوام أصر والده أن تضعه أنت في قبره لأنه كان يحبك ويعتبرك صديقه الأجمل في مرض موته
تخيل كل زجاجات البرفانات التي تملأ أدراجك، قبيحة الرائحة، أصر أطفال لم يتعودوا بعد إدراك جاذبية العطور أن يمنحوك اياها
تخيل إصرار البنوتة المتفوقة الأولي علي أحد مدارس العجمي أن تحضر أنت - طبيبها - حفل تكريمها ثم تمنحك شهادة التقدير الأصلية لتزين بها عيادتك
تخيل كم القلائد والميداليات منزلية الصنع التي لضم حباتها الرخيصة أطفال أصروا أن يمنحوك هدية خاصة صنعوها بأيديهم
تخيل كم الشخبطات والرسومات الساذجة علي أوراق كراسات الرسم تظهر فيها انت طويل نحيف بأذنين كالقرود .. في مخيلة أطفال عاجزة عن تحويلك لبورتريه ... تمتلأ بها مكتبتك
تخيل رجاءات هؤلاء العفاريت لئلا تكتب لهم في الروشتة علي إبرة .. وهم يغازلونك بنفعية الأطفال الخبيثة .. " انت طيب وحتكتبلي علي دوا طعمه حلو .. صح ؟! " ...
تخيل مكالمات هاتفية بلغات طفولية غير مفهومة لأطفال أجبروا ذويهم أن يتصلوا بدكتورهم ليلة العيد
كم احبكم أيها الأوغاد الصغار
--
كم هى خانقة أجازة العيد لرجل يعشق عمله
اشتقت إلي أولئك الكائنات الصغيرة المدهشة ذوات الكفوف الناعمة وبراءة الضحكات والدموع
عملٌ هو الشغف، محض الشغف، لو بقيت أعمله لقيام الساعة دون مقابل لسرني فما بالك وقد أنعم الله عليك أن تمارس شغفك وتحصل علي أجر عليه أيضا
لك أن تتخيل هذه المضغات الصغيرة حديثي الولادة بغلافهم الشمعي ووضعهم الضفدعي ومواءهم الرقيق
تخيل طفل عمره أربعة أشهر تلمح فيه شخصية مستقلة عنيدة .. توقن من داخلك " هذا الطفل سيكون له شأن ما ".. تخبر الأم فتكاد تزغرد
تخيل لماضة بنات المدرسة الابتدائية وانت بتعاكسها وبتبوس ايديها وتنغزك وتقولك عيب
تخيل تمرد الاولاد بتوع التلاتاشر سنة وهو فرحان بنبتات شعرية رقيقة موضع شنبه ومعترض انه داخل عيادة اطفال وبيطالب بتخصص خاص للمراهقين بين الأطفال والباطنة
تخيل ذاك الطفل المقتحم غرفتك وسط الصريخ والدموع متشنجا أو في انغلاق حنجري أزرق وفاقدا للوعي والاستجابة تحمله غريزة الأم النائحة متعلقة برقبتك ترجوك نجدته .. وبعد بضعة دقائق تنكب بضحكتها علي رأسك تقبلك وهو يقف بجوارها ممسكا بذراعها .. لأنك منحته قطرات وريدية خففت نوبته
تخيل بكاءك علي أحد أحباءك من ذوي الامراض المستعصية وهو يقف علي الحافة بين الموت والحياة يصارع .. وقد عجزت علوم الأرض علي أن تمنحه مزيد وقت
تخيل وجودك في جنازة طفل لم يتجاوز العشرة أعوام أصر والده أن تضعه أنت في قبره لأنه كان يحبك ويعتبرك صديقه الأجمل في مرض موته
تخيل كل زجاجات البرفانات التي تملأ أدراجك، قبيحة الرائحة، أصر أطفال لم يتعودوا بعد إدراك جاذبية العطور أن يمنحوك اياها
تخيل إصرار البنوتة المتفوقة الأولي علي أحد مدارس العجمي أن تحضر أنت - طبيبها - حفل تكريمها ثم تمنحك شهادة التقدير الأصلية لتزين بها عيادتك
تخيل كم القلائد والميداليات منزلية الصنع التي لضم حباتها الرخيصة أطفال أصروا أن يمنحوك هدية خاصة صنعوها بأيديهم
تخيل كم الشخبطات والرسومات الساذجة علي أوراق كراسات الرسم تظهر فيها انت طويل نحيف بأذنين كالقرود .. في مخيلة أطفال عاجزة عن تحويلك لبورتريه ... تمتلأ بها مكتبتك
تخيل رجاءات هؤلاء العفاريت لئلا تكتب لهم في الروشتة علي إبرة .. وهم يغازلونك بنفعية الأطفال الخبيثة .. " انت طيب وحتكتبلي علي دوا طعمه حلو .. صح ؟! " ...
تخيل مكالمات هاتفية بلغات طفولية غير مفهومة لأطفال أجبروا ذويهم أن يتصلوا بدكتورهم ليلة العيد
كم احبكم أيها الأوغاد الصغار