السبت، 21 نوفمبر 2015

عن التفكير


عاطف الكومندان
--

كتبت فيما يربو عن عام منشورا علي "فيسبوك" ما نصه (" يقول ابن سينا عن التفكير إنه انتقال الذات العارفة مما هو حاضر إلى ما ليس بحاضر، قلت: وإن قرب هذا من الحد المعين للتفكير -وان كنا غير محيطين به- فلا أدل علي تجاوز الإنسان للبعد الواحد منه") .
وللحقيقة كان ذلك المنشور بمثابة فرصة ثمينة للتندر من قبل الأصدقاء بخصوص ما كتبته من "طلاسم" بحسب اعتقادهم ، وحين تذكرت هذا هممت بكتابة توضيح فكان ذلك المقال .
عنى الفلاسفة الإسلاميون بالتفريق بين نوعى العلم-الحصولي والحضورى- لدلالة ذلك على مرتكز أصيل في فلسفة المعرفة (الأبستمولوجيا) الخاصة بالفلاسفة المسلمين في عدم الاقتصار علي استمداد المعرفة عن طريق الحواس فحسب ، فعرفوا الحصولى بأنه ما يتحقق بحصول المعلوم علي ما هو عليه في الواقع الخارجى بصورته وماهيته ، والحضورى بما يتحقق معرفته بمراتب أولها إدراك الصورة الحاضرة من خلال وساطة الجوارح وثانيها إدراك الصورة المجسمة في خيال المتصوِّر تبعا للإدراك الحسي السابق وثالثها الإدراك الكلى للأشياء المجردة عن الجسمية بنحو عام لا الصورة المتعينة بنحو خاص (1) ، وهذا ما دل عليه كلام ابن سينا في أن التفكير حالة حضورية قبل أي شيء فاختار تعريفه بذلك لأصالة ذلك فيه .
أما عن الحد فقد قال الغزالي أنه "ما يشترط فيه بألا يشتمل إلا علي الذاتيات" (2) ومن يقدم عليه لا بد أن يكون خبيرا بالتفريق بين الصفات الذاتية والعرضية ، فالحد تعريف جامع لأجزاء الشيء الواحد مقتصرا علي ما هو ذاتى فيه مانع لدخول ماليس منه فيه [وهذا ما دل عليه قولى : وإن قرب هذا من الحد المعين للتفكير .... ] ، أى إن كان قد أصاب ابن سينا في حده للتفكير عين ما حُدّ له ، والحد لا يجوز أن يتعدد لأنه مختص بالذاتيات التى بدورها لا تتعدد فقد تختلف العبارة في الدلالة علي الشيء الواحد لكن لا يختلف كنهه ، من هنا ندرك صعوبة الحد من جهة التعيين لاشتمال ذلك علي ضرورة معرفة ثنائية ذوات الأشياء علي وجه الدقة ودلالات الألفاظ المناسبة لها إن وجدت ، ولهذا رد ابن تيمية قول المناطقة بأن التصورات غير البديهية لا تنال إلا بالحد وذلك استنادا إلي ما رآه من عجز أصحاب الصناعات المختلفة عن تصور الموجودات فضلا عن الإفادة بالتصديقات حيالها ، ومثال لذلك إطلاق حدهم للإنسان بأنه حيوان ناطق في حين أن النطق صفة يشترك فيها معه غيره (3) [وهذا ما ضمنته في الجملة الاعتراضية -وان كنا غير محيطين به-] .
ومما سبق ذكره يبدو أننا بصدد المقارنة بين ما هو إصابة من حد التفكير في كلام ابن سينا وما هو دون ذلك ، وما رنا إليه ابن سينا دالٌ دلالة صريحة على عدم اختزال الإنسان في بعده المادي فحسب لأن طبيعة عمل عقله مخالفة لذلك ، وحصرها هذا هو منتج الحضارة الغربية الفلسفى الأكثر تأثيرا ، فقد عملت على توطيده وتصديره وكان من مؤداه تشيؤ الإنسان واستعباده في أبشع الصور وعلي عدة أصعدة كانت اقتصادية ، سياسية ، اجتماعية ، فكرية ، بل وحتى فيما من طبيعته التجاوز (الدينية) ... إلخ .
فاستبطان تلك الفكرة في مقابل (البعد الروحى) كفيل ببؤس الإنسان وتخبطه ونفوره من طبيعته وما جُبل عليه ، وتحقيق السعادة مقرون بمدى قربه أو بعده من تلك الطبيعة فضلا عن إدراكه تبعا لذلك ما من شأنه وجود فضاءات أوسع من أمور الغيبيات والغاية التى وُجد من أجلها ومدي قدرته على التحصيل من أمر الموجودات والباب مفتوح للكثير والكثير من ثمرة ذلك [ وهذا معنى قولى :فلا أدل على تجاوز الإنسان للبعد الواحد منه ] ، وهذا ما يفسر لنا الإبادة المنظمة والممنهجة من قبل الحضارة الغربية للعناصر غير المرغوب بها -حسب ما تعتقد- كنموذج تفسيري حاكم وكامن داخلها ينبع من الإيمان بالإنسان باعتباره كائنا مقصورا على طبيعته المادية بعيدا عن أية مفاهيم متجاوزة لذلك ، وهذا ليس بالرغم من وجود الحداثة ولكن بسببها (4) ، والله الهادى.
....................
1- أصول المعرفة والمنهج العقلي أيمن المصرى ص 32
2- المستصفي الغزالى ص13
3- الرد على المنطقيين ابن تيمية ص50
4- الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان المسيري ص197
اقرأ المزيد »

الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

رسالة الآداب


طاشكبري زاده (ت٩٢٨هـ)
---

أحمدُكَ اللهمَّ يا مجيبَ كلِ سائلٍ، وأصلي على نبيكَ المبعوثِ بأقوى الدلائلِ، وعلى آلهِ وصحبهِ المتوسلينَ بأعظمِ الوسائلِ، ما جرى البحثُ بينَ المُجيبِ والسائلِ.
وبعدُ فهذهِ رسالةٌ لخصتُها في علمِ الآدابِ مجتنباً عن طرفي الاقتصادِ: الإخلالِ والإطنابِ، واللهَ أسألُ أنْ ينفعَ بها معاشرَ الطلابِ، وما توفيقي إلا باللهِ عليهِ توكلتُ وإليهِ المآبُ.
اِعلمْ أنَّ المناظرةَ هي: النظرُ بالبصيرةِ مِن الجانبينِ في النسبةِ بين الشيئينِ إظهاراً للصوابِ.
ولكلٍّ من الجانبينِ وظائفُ، وللمناظرةِ آدابٌ.
أمّا وظيفةُ السائلِ فثلاثةٌ: المناقضةُ، والنقضُ، والمعارَضةُ.
لأنَّهُ إمّا أن يمنعَ مقدِمةَ الدليلِ، أو الدليلَ نفسَهُ، أو المدلولَ.
فإنْ كانَ الأولُ؛ فإنْ منعَ مجرداً أو بالسندِ فهوَ المناقضةُ، ومنها نوعٌ يسمى بالحلِّ وهو: تعيينُ موضعِ الغلطِ.
وأمَّا منعُهُ بالدليلِ فهو غصبٌ غيرُ مسموعٍ عندَ المحققينَ.
نعمْ قدْ يتوجَّهُ ذلكَ بعدَ إقامةِ الدليلِ على تلكَ المقدمةِ.
وإنْ كانَ الثاني؛ فإن منعَ بالشاهدِ فهوَ النقضُ.
وأمّا منعُهُ بلا شاهدٍ فهوَ مكابرةٌ غيرُ مسموعةٍ اتفاقاً.
وإنْ كانَ الثالثُ؛ فإنْ منعَ بالدليلِ فهوَ المعارضةُ.
وأمَّا منعُهُ بلا دليلٍ فهوَ مكابرةٌ غيرُ مسموعةٍ أيضاً.
وأمّا وظيفةُ المعلِّلِ: أمَّا عندَ المناقضةِ فإثباتُ المقدمةِ الممنوعةِ بالدليلِ أو بالتنبيهِ عليها.
أو إبطالُ المعلِّلِ سَندَهُ إنْ كانَ السندُ مساوياً له إذْ منعُهُ مجرداً غيرُ مفيدٍ.
أو إثباتُ المعلِّلِ مدعاهُ بدليلٍ آخرَ.
وأمّا عندَ النقضِ فمنعُ شاهدِهِ.
أو إثباتُ مدعاهُ بدليلٍ آخرَ.
وأمَّا عندَ المعارضةِ فالتعَرُّضُ لدليلِ المعارِضِ إذْ يصيرُ المعلِّلُ حينئذٍ كالسائلِ وبالعكسِ.
ثمَّ إنَّ مَنْ يكونُ بصددِ التعليلِ قدْ لا يكونُ مدعياً بلْ يكون ناقلاً عن الغيرِ فلا يتوجَّهُ عليهِ المنعُ بلْ يطلبُ منهُ تصحيحُ النقلِ فقط.
هذا الذي ذكرناهُ طريقُ المناظرةِ.
وأمَّا مآلُها فهوَ أنهُ لا يخلو: إمّا أنْ يعجزَ المعلِّلُ عنْ إقامةِ الدليلِ على مدعاهُ ويسكتُ وذلكَ هوَ الإفحامُ.
أوَ يعجزُ السائلُ عن التعرضِ لهُ بأن ينتهيَ دليلُ المعلِّلِ إلى مقدمةٍ ضروريةِ القَبولِ أو مسلمةٍ عندَ السائلِ وذلكَ هو الإلزامُ، فحينئذٍ ينتهي المناظرةُ إذْ لا قدرةَ لهما على إقامةِ وظائفِهِما لا إلى نهايةٍ.
وأمَّا آدابُ المناظرةِ فتسعةُ آدابٍ:
أنهُ ينبغي للمناظرِ أن يحترزَ عن الإيجازِ، وعن الإطنابِ، وعن استعمالِ الألفاظِ الغريبةِ، وعن المجملِ، ولا بأسَ بالاستفسارِ، وعن الدخلِ في كلام ِالخصمِ قبلَ الفهمِ، ولا بأسَ بالإعادةِ، وعن التعرضِ لما لا دخل له في المقصودِ، وعن الضحكِ ورفعِ الصوتِ وأمثالِهما، وعن المناظرةِ معَ أهلِ المهابةِ والاحترامِ، وأنْ لا يحسبَ الخصمَ حقيراً.
هذا غايةُ ما يرادُ في هذا البابِ ومِنَ اللهِ تعالى التوفيقُ لإظهارِ الحقِ وإلهامِ الصوابِ.
تمت
اقرأ المزيد »

الأحد، 8 نوفمبر 2015

مع الصادقين



محمد عطية
--
 
قال الله تعالى في كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (الآية ١٩١) في سورة التوبة ، ذكرها الله بعد انتهاء الحديث عن الثلاثة الذين خلفوا عن الغزو مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم- ، معاني تلك الآية تدور مع معاني الآيتين السابقتين لها وتعطينا العبرة والأمر الذي فيه نجاتنا.
فلما ذكر الله أن هؤلاء الثلاثة ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وعانوا ما عانوه بعدما أمر الرسول -صلي الله عليه وسلم- بمقاطعتهم وكانت تلك المقاطعة بمثابة التمحيص لهم حتى ظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه.
وهكذا تحقق معنى التقوى ، وحينها تاب الله عليهم كما تاب على رسوله والمهاجرين والأنصار وصاروا معهم مرة أخرى بعدما تخلفوا عنهم ، وقد جعل لنا ذلك الحدث موقفا عمليا تلخصه تلك الآية كعبرة لنا فيها الهداية والصواب .
فالتقوى والصدق من علامات المؤمن وأعماله القلبية والتي تظهر مع الاختبارات الشديدة مثل الجهاد في ساعة العسرة، قال تعالى: (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) .
وهكذا يظهر لنا معنى الصدق جليا ، فالصدق هو الإيمان ، و الإيمان تصديق بالقلب وعمل بالجوارح يصدق ما صدقه القلب ، ولهذا كان الشك نقيض الإيمان لأنه نقيض التصديق ، قال تعالى: (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون)، ولهذا أيضا تتفاوت مراتب المؤمنين وتتفاوت أجورهم ، فرب عامل يجازي بحسنة عشر حسنات ، ورب آخر يضاعف له إلى سبعمائة ضعف ، ورب ثالث يضاعف له كيفما شاء الله، وهم جميعا عاملون لنفس العمل لكن الأخير صدقه أعلى وإيمانه يزداد بدرجة أكبر، وقد يبلغ المرء بصدقه ما لا يبلغه عمله، فعن أبي ثابت سهل بن حُنَيْفٍ رضي الله عنه: أنَّ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «مَنْ سَأَلَ اللهَ تَعَالَى الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ». رواه مسلم.
فالحمد لله على نعمه أولا وآخرا .

اقرأ المزيد »

الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015

حديث الجارة (1)


عاطف الكومندان
--

وسيظل أكثر ما يخيفنى منك قولك "لا جديد"
وسأبقي دائما أنتظر منك الجديد رغم قولك هذا الذى لا يدفعك ضجري منه عن الكف عنه
سأظل متذبذبا بين احترام قلة تكلفك في اصطناع ما ليس بحادث وبين بغض ترفعك عن الرفق بحالي فيك
سأبقي أقول "سأبقي" و"سأظل" رغم انعدام يقينى في ذلك لعلك تأسين بي ..
#أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالي
......................

أبعث إليك مسألتى هذه أستفتك فيها في أحب المذاهب إليك في هواك ، فإن لي حالا في كل مذهب أخشي ان أضل هواك في حكمه في المذهب الآخر .
فمعتزلي أنا فيك في منزلة بين منزلتى الإفراط في الصبابة بك حد الذل و كبرياء أحفظ به عزتى المدعاة يبدو في تكلف عدم سفور ما أجد .
وخارجى أنا فيك فلا غلو في الهيام بك كمثل غلوى وما حرب أقيمت في نفس امرئ كمثل ما دار في نفسي من حروب ، تؤججينها وأخوضها وأتحمل كلفتها دما ودمعا وانا فرح مسرور لأنك من أشعلت جذوتها و لخوضي إياها كي يثبت ملكك علي قلبي .
ومرجئ أنا فيك حيث أنى لا أكفر في هواك إذا ما بدا منك ما يخالف شرع الهوى معتذرا بقولي أن لعل نكتة بيضاء في قلبك قد تبقينى في هواك .
وصوفي أنا فيك فما وجد كمثل وجدى ، وما طريقة إلا سلكتها للظفر بنظرة ، ولا وجود في حال إلا وسعيت لأجله ، ولا بلوغ مقام إلا و أجهدت قلبي المسكين كى أبلغه .
#أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالى
........................

وانقلبت فيك ثوابت وتناقضت لأجلك لوازم وليس هذا إلا لما أريد أن يكون لا لما هو في واقع مشاهد ، فما للثوابت والوقائع والمشاهدات عندي إلا الثورة والعصيان ، فسمائي من تحتاج الى غيث أرضك و قلبي من يحتاج الى دمع عينك ونفسي من تحتاج إلي أنات صدرك ، ولست أرضى بنكوث إلى أصل ولا استقرار لثورة ولا هدوء يريبنى ، فما وجدت في ضيق الحب إلا لمدافعة ما أخشاه فيك .
#أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالى
........................................
حفظت هواك في نفسي كحفظ روحي .. بل أكثر ، فما للروح منى نصيب كما لهواك منى ، لكنى خالفت ذلك في مجال ضيق كائن بين أضلعي ولم يتعد شغافها إلا كما تتعدي زفرة من قِدر يغلي ، نعم ضيق صدرى كما يبدو للناظر لكن سعته عندى حياة لي بعد حياتى فيك ، وما زاحمنى فيه إلا من يشاركنى البلاء فيك لمصابه الذي يشبه مصابي ، وها زفرة مع زفرة أبي فراس لعل القِدر يحنو علي صدري المسكين .. لعل :
أقول وقد ناحـــت بقربي حمامة & (مقالــة محــزون بقــلب بــالِ )
( بصوت يرج الصدر منى قائلا : ) & #أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالى
........................
كم أنت قاسية بأن تتركينى لتلهو بي "السيكا" فأظل فرحا مسرورا إلي أن تقذف بي"الصبا" إلي أسفل سافلين ، لكن سعادتى بأنى في مرماك -ولو معذبا- تجعلنى في وجد "البياتى" إلي أن يحن فؤادك لفؤادى فينادي عليه "بالحجاز" ليطير نشوانا و "النهاوند" يملؤ عليه دنياه ، فيُعمل فيه عُربا لقلبه و"عجما" لسلواه ، ويعلو علي مشهده "الرست" الجميل إيذانا بشدة حنينه لما يجتهد في سلوانه ولا يقدر .
فبكل مقام تريدينه وتريد أوتار قلبي الترنم به أغنيك :
#أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالى
.....................
رجائي فيك ليس بأكثر من أن يكون لصوتى الصارخ في البرية صدى ، وخوفي منك قيد أنملة تسفل فيها جبهتى ذات الأنفة ، وحبي فيك كمثل شمس ظهيرة سافرة يجد أثرها الناس جميعا إلاك ، وبغضي فيك كمثل قمر أغرته سحابة قاتمة بأن يمنع عاشقا رؤية معشوقه في صفحة وجهه .
#أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالى
............................
صفر اليدين بلا عِوز
لا أرتضي الإنقاذ من غرقي
ولكنى..
أرجو مياه الحب دافئة
تواسي قلبَ ملهوف ..
فيغرق بينها نشوان
.. ويعلو فوقها .. وهو الذي
بالأمس كان يُسلى قلبه الحيران
ويعلو فوقها أكثر .. يفارقُ موجها العالى
ويهمسها .. يقول لها :
#أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالى
 
اقرأ المزيد »

بردة (كعب بن زهير)


كعب بن زهير
--

سبب تسمية القصيدة بالبردة:
كعب بن زهير بن أبي سلمى، المزني، أبو المضرَّب. شاعر من أهل نجد، كان ممن اشتهر في الجاهلية.
ولما ظهر الإسلام هجا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأقام يشبب بنساء المسلمين، فأهدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم دمه،
فجاءه كعب مستأمناً وقد أسلم وأنشده لاميته المشهورة التي مطلعها:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
فعفا عنه النبي، وخلع عليه بردته.

القصيدة:

بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ ** مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفدَ مَكبولُ

وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا ** إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ

هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً ** لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ

تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت ** كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلولُ

شُجَّت بِذي شَبَمٍ مِن ماءِ مَحنِيَةٍ ** صافٍ بِأَبطَحَ أَضحى وَهُوَ مَشمولُ

تَجلو الرِياحُ القَذى عَنُه وَأَفرَطَهُ ** مِن صَوبِ سارِيَةٍ بيضٍ يَعاليلُ

يا وَيحَها خُلَّةً لَو أَنَّها صَدَقَت ** ما وَعَدَت أَو لَو أَنَّ النُصحَ مَقبولُ

لَكِنَّها خُلَّةٌ قَد سيطَ مِن دَمِها ** فَجعٌ وَوَلعٌ وَإِخلافٌ وَتَبديلُ

فَما تَدومُ عَلى حالٍ تَكونُ بِها ** كَما تَلَوَّنُ في أَثوابِها الغولُ

وَما تَمَسَّكُ بِالوَصلِ الَّذي زَعَمَت ** إِلّا كَما تُمسِكُ الماءَ الغَرابيلُ

كَانَت مَواعيدُ عُرقوبٍ لَها مَثَلاً ** وَما مَواعيدُها إِلّا الأَباطيلُ

أَرجو وَآمُلُ أَن يَعجَلنَ في أَبَدٍ ** وَما لَهُنَّ طِوالَ الدَهرِ تَعجيلُ

فَلا يَغُرَّنَكَ ما مَنَّت وَما وَعَدَت ** إِنَّ الأَمانِيَ وَالأَحلامَ تَضليلُ

أَمسَت سُعادُ بِأَرضٍ لا يُبَلِّغُها ** إِلّا العِتاقُ النَجيباتُ المَراسيلُ

وَلَن يُبَلِّغها إِلّا عُذافِرَةٌ ** فيها عَلى الأَينِ إِرقالٌ وَتَبغيلُ

مِن كُلِّ نَضّاخَةِ الذِفرى إِذا عَرِقَت** عُرضَتُها طامِسُ الأَعلامِ مَجهولُ

تَرمي الغُيوبَ بِعَينَي مُفرَدٍ لَهَقٍ ** إِذا تَوَقَدَتِ الحُزّانُ وَالميلُ

ضَخمٌ مُقَلَّدُها فَعَمٌ مُقَيَّدُها ** في خَلقِها عَن بَناتِ الفَحلِ تَفضيلُ

حَرفٌ أَخوها أَبوها مِن مُهَجَّنَةٍ ** وَعَمُّها خَالُها قَوداءُ شِمليلُ

يَمشي القُرادُ عَلَيها ثُمَّ يُزلِقُهُ ** مِنها لَبانٌ وَأَقرابٌ زَهاليلُ

عَيرانَةٌ قُذِفَت في اللَحمِ عَن عُرُضٍ ** مِرفَقُها عَن بَناتِ الزورِ مَفتولُ

كَأَنَّ ما فاتَ عَينَيها وَمَذبَحَها ** مِن خَطمِها وَمِن اللَحيَينِ بَرطيلُ

تَمُرُّ مِثلَ عَسيبِ النَخلِ ذا خُصَلٍ ** في غارِزٍ لَم تَخَوَّنَهُ الأَحاليلُ

قَنواءُ في حُرَّتَيها لِلبَصيرِ بِها ** عِتقٌ مُبينٌ وَفي الخَدَّينِ تَسهيلُ

تَخدي عَلى يَسَراتٍ وَهيَ لاحِقَةٌ ** ذَوابِلٌ وَقعُهُنُّ الأَرضَ تَحليلُ

سُمرُ العُجاياتِ يَترُكنَ الحَصى زِيَماً ** لَم يَقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكُمِ تَنعيلُ

يَوماً يَظَلُّ بِهِ الحَرباءُ مُصطَخِماً ** كَأَنَّ ضاحِيَهُ بِالنارِ مَملولُ

كَأَنَّ أَوبَ ذِراعَيها وَقَد عَرِقَت ** وَقَد تَلَفَّعَ بِالقورِ العَساقيلُ

وَقالَ لِلقَومِ حاديهِم وَقَد جَعَلَت ** وُرقُ الجَنادِبِ يَركُضنَ الحَصى قيلوا

شَدَّ النهارُ ذِراعاً عَيطلٍ نَصَفٍ ** قامَت فَجاوَبَها نُكدٌ مَثاكيلُ

نَوّاحَةٌ رَخوَةُ الضَبعَين لَيسَ لَها ** لَمّا نَعى بِكرَها الناعونَ مَعقولُ

تَفِري اللِبانَ بِكَفَّيها وَمِدرَعِها ** مُشَقَّقٌ عَن تَراقيها رَعابيلُ

يَسعى الوُشاةُ بِجَنبَيها وَقَولُهُم ** إِنَّكَ يَا بنَ أَبي سُلمى لَمَقتولُ

وَقالَ كُلُّ خَليلٍ كُنتُ آمُلُهُ ** لا أُلفِيَنَّكَ إِنّي عَنكَ مَشغولُ

فَقُلتُ خَلّوا سبيلي لا أَبا لَكُمُ ** فَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَحمَنُ مَفعولُ

كُلُ اِبنِ أُنثى وَإِن طالَت سَلامَتُهُ ** يَوماً عَلى آلَةٍ حَدباءَ مَحمولُ

أُنبِئتُ أَنَّ رَسولَ اللَهِ أَوعَدَني ** وَالعَفُوُ عِندَ رَسولِ اللَهِ مَأمولُ

مَهلاً هَداكَ الَّذي أَعطاكَ نافِلَةَ ال ** قُرآنِ فيها مَواعيظٌ وَتَفصيلُ

لا تَأَخُذَنّي بِأَقوالِ الوُشاةِ وَلَم ** أُذِنب وَلَو كَثُرَت عَنّي الأَقاويلُ

لَقَد أَقومُ مَقاماً لَو يَقومُ بِهِ ** أَرى وَأَسمَعُ ما لَو يَسمَعُ الفيلُ

لَظَلَّ يُرعَدُ إِلّا أَن يَكونَ لَهُ ** مِنَ الرَسولِ بِإِذنِ اللَهِ تَنويلُ

مازِلتُ أَقتَطِعُ البَيداءَ مُدَّرِعاً ** جُنحَ الظَلامِ وَثَوبُ اللَيلِ مَسبولُ

حَتّى وَضَعتُ يَميني لا أُنازِعُهُ ** في كَفِّ ذي نَقِماتٍ قيلُهُ القيلُ

لَذاكَ أَهَيبُ عِندي إِذ أُكَلِّمُهُ ** وَقيلَ إِنَّكَ مَسبورٌ وَمَسؤولُ

مِن ضَيغَمٍ مِن ضِراءَ الأُسدِ مُخدِرَةً ** بِبَطنِ عَثَّرَ غيلٌ دونَهُ غيلُ

يَغدو فَيَلحَمُ ضِرغامَين عَيشُهُما ** لَحمٌ مِنَ القَومِ مَعفورٌ خَراذيلُ

إذا يُساوِرُ قِرناً لا يَحِلُّ لَهُ ** أَن يَترُكَ القِرنَ إِلّا وَهُوَ مَفلولُ

مِنهُ تَظَلُّ حَميرُ الوَحشِ ضامِرَةً ** وَلا تُمَشّي بِواديهِ الأَراجيلُ

وَلا يَزالُ بِواديِهِ أخَو ثِقَةٍ ** مُطَرَّحُ البَزِّ وَالدَرسانِ مَأكولُ

إِنَّ الرَسولَ لَنورٌ يُستَضاءُ بِهِ ** مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلولُ

في عُصبَةٍ مِن قُرَيشٍ قالَ قائِلُهُم ** بِبَطنِ مَكَّةَ لَمّا أَسَلَموا زولوا

زَالوا فَما زالَ أَنكاسٌ وَلا كُشُفٌ ** عِندَ اللِقاءِ وَلا ميلٌ مَعازيلُ

شُمُّ العَرانينِ أَبطالٌ لَبوسُهُمُ ** مِن نَسجِ داوُدَ في الهَيجا سَرابيلُ

بيضٌ سَوابِغُ قَد شُكَّت لَها حَلَقٌ ** كَأَنَّها حَلَقُ القَفعاءِ مَجدولُ

يَمشون مَشيَ الجِمالِ الزُهرِ يَعصِمُهُم ** ضَربٌ إِذا عَرَّدَ السودُ التَنابيلُ

لا يَفرَحونَ إِذا نالَت رِماحُهُمُ ** قَوماً وَلَيسوا مَجازيعاً إِذا نيلوا

لا يَقَعُ الطَعنُ إِلّا في نُحورِهِمُ ** ما إِن لَهُم عَن حِياضِ المَوتِ تَهليلُ 
اقرأ المزيد »

الخميس، 22 أكتوبر 2015

أبي


سمية رضا
--

أبى ..
وقفت أمس أمام مكتبتك ..
أخذت مسرعة فى النظر بداخل الكتب المرصوصة وحيدة منذ أن تركتها ..
فوجدت فيها رسائلا شتى ..
وخطاً حنون .. جميل مثل جمالك ..
يحكى ملخصا لحياة لم تكن مثل الحياة
أمر بين الكتب فأرى كتبا فى الفقه والعقيدة ..
أتركها لتقع عينى على كتبا فى التاريخ والأدب ..
أرى بجانبها كتباً عن التربية ..
أنظر إليها أجدها قد أخذت مساحة واسعة متفرقة بين الكتب ..
انظر بداخلها مجددا .. فأجد خطوطا لم تُخط هباءاً ..
هذا أنت أبى ..
كنت تدرى أننا مشروعك المستقبلى ..
كنت تدرى أننا مبتغاك .. أننا لسنا مجرد أنفاس جديدة تستهلك مزيد من الهواء ..
الهواء الذى أصبح ملوثا فى بلد ملوث فى عالمٍِ أكثر وأكثر تلوثاً ..
كنت تدرى أن الدنيا لا تحتمل مزيد من القوالب التى لا تغنى ولا تسمن من جوع وإنما هى تعطى مزيدا من الاختناق وتضييق المساحة .. !
تؤدى إلى أن لا يستطيع أحد من تلك القوالب إلا أن يلف حول نفسه
لا بإمكانه الفرار ولا بإمكانه أن يزيح حتى لمن يريد الفرار بالفرار ..
عفواً المساحة لا تكفى !
أبى آمل ألا نخذلك
آمل ألا نبقى ف هذا التيه طويلا ..
أبى كثرت القوالب فضاق بنا الحال ..
أصبحت أجسادنا مهترئة .. حتى تستطيع عبور فراغات ضيقة ..
متاهات كثيرة ..
أناس شتى .. وضعوا هنا راضيين بحالهم المزرى ويريدونا أن نرضى ..
يداى لم تعد تقوى من كثرة شدها للداخل ..
يقولون أننا بخير هنا ..
وأن وحشاً كاسراُ ينتظرنا بالخارج ..
أبى عندما وصلت بجسدى الضعيف بقرب النور خارجا
لم أجد سوى " الفكر " .. سوى " العقل "
وجدت أناس ليس لهم شكل محدد .. يستطيعون تحويل أجسادهم بالاستزادة بما سمونه من بالداخل " الوحش "
أرى العقول وقد نسيت شكلها من كثرة الظلام ..
أرى نفسى فى مرآة فأدرى ان هذه أنا
طيلة هذه المده أبى لم تكن هناك مرآه كنت فقط أراهم ..
يمنعون المرايا .. لمنع الانقلاب .. لمنع التدقيق والنظر فى حال " النفس " ..
لمنع الفطرة .. لحبس النفس
أبى عذرا .. فأن الطرق صعبة محاطة بكل مالا يمكن أن يقوى عليه جسد صغير
ولكن ما السبيل سواها فالجنة حُفت بالمكارة
أبى طالت المدة ..
تحكمت بى القوالب منذ سنين
وانا الآن أقابل الوحش .. الذى لم يعد كاسرا بل منيرا
شكرا أبى  .



اقرأ المزيد »

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

أجيبي


العباس بن الأحنف
--

أَزَينَ نِساءِ العالَمينَ أَجيبي ... دُعاءَ مَشوقٍ بِالعِراقِ غَريبِ
كَتَبتُ كِتابي ما أُقيمُ حُروفَهُ ... لِشِدَّةِ إِعوالي وَطولِ نَحيبي
أَخُطُّ وَأَمحو ما خَطَطتُ بِعَبرَةٍ ... تَسُحُّ عَلى القرطاسِ سَحَّ غُروبِ
أَيا فَوزُ لَو أَبصَرتِني ما عَرَفتِني ... لِطولِ شُجوني بَعدَكُم وَشُحوبي
وَأَنتِ مِنَ الدُنيا نَصيبي فَإِن أَمُت ... فَلَيتَكِ مِن حورِ الجِنانِ نَصيبي
سَأَحفَظُ ما قَد كانَ بَيني وَبَينَكُم ... وَأَرعاكُمُ في مَشهَدي وَمَغيبي
وَكُنتُم تَزينونَ العِراقَ فَشانَهُ ... تَرَحُّلُكُم عَنهُ وَذاكَ مُذيبي
وَكُنتُم وَكُنّا في جِوارٍ بِغِبطَةٍ ... نُخالِسُ لَحظَ العَينِ كُلَ رَقيبِ
فَإِن يَكُ حالَ الناسُ بَيني وَبَينَكُم ... فَإِنَّ الهَوى وَالودَّ غَيرُ مَشوبِ
فَلا ضَحِكَ الواشونَ يا فَوزُ بَعدَكُم ... وَلا جَمَدَت عَينٌ جَرَت بِسُكوبِ
وَإِنّي لَأَستَهدي الرِياحَ سَلامَكُم ... إِذا أَقبَلَت مِن نَحوِكُم بِهُبوبِ
وَأَسأَلُها حَملَ السَلامِ إِلَيكُمُ ... فَإِن هِيَ يَوماً بَلَّغَت فَأَجيبي
أَرى البَينَ يَشكوهُ المُحِبونَ كُلُّهُم ... فَيا رَبُّ قَرِّب دارَ كُلِّ حَبيبِ
أَلا أَيُّها الباكونَ مِن أَلَمِ الهَوى ... أَظُنُّكُمُ أُدرِكتُمُ بِذَنوبِ
تَعالَوا نُدافِع جُهدَنا عَن قُلوبِنا ... فَنوشِكُ أَن نَبقى بِغَيرِ قُلوبِ

اقرأ المزيد »

الأحد، 18 أكتوبر 2015

من رسائل النبي صلّى الله عليه وسلم



فريق تحرير مقصد
--

كتاب أبي سفيان إليه صلى الله عليه وسلم وقت الخندق:

لما ملت قريش المقام ، كتب أبو سفيان كتاباً وبعثه مع أبي سلمة الخشني ، فلما أتى به ، دعا رسولُ الله أبيَّ بن كعب فدخل معه قبته فقرأ عليه:
"باسمك اللهم ، فإني أحلف باللات والعزى وساف ونائلة وهبل لقد سِرتُ إليك في جمعنا. وأنّا نريد ألا نعود إليك أبدا حتى نستأصلكم. فرأيت قد كرهت لقاءنا ، وجعلت مضايق وخنادق ، فليت شعري من علمك هذا؟ فإن نرجع عنكم فلكم منا يوم كيوم أحد ، ننصر فيه النساء".

فكتب إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

"من محمد رسول الله إلى أبي سفيان بن حرب. أما بعد فقد أتاني كتابك وقديما غرك بالله الغرور. وأما ما ذكرت أنك سرت إلينا في جمعكم ، وأنك لا تريد أن تعود حتى تستأصلنا فذلك أمر الله يحول بينك وبينه ، ويجعل لنا العاقبة حتى لا تذكر اللات والعزى. وأما قولك من علمك؟ الذي صنعنا من الخندق ، فإن الله تعالى ألهمني ذلك لِما أراد من غيظك به وغيظ أصحابك. وليأتين عليك يوم أكسر فيه اللات والعزى و أساف ونائلة وهبل حتى أذكرك ذلك".

مغازي الواقدي (مخطوطة المتحف البريطاني) ورقة 113 - (ص 492 - 493 من المطبوع) - كتاب النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم للمقريزي (مخطوطة نور عثمانية باستانبول) ورقة 9 - أنساب الأشراف للبلاذري ج1/344 - إمتاع الأسماع للمقريزي ج 1 ص 239 - 240
اقرأ المزيد »

السبت، 17 أكتوبر 2015

حديث الجارة (3)


عاطف الكومندان
--

وقد أخبرتك يا صاح أن حقق .. إن الحياة لا يسفر معناها إلا حين يُتأمل ختامها ، ألم تر أن طرب النغم لا ينال إلا بتمام جملته الختامية ؟! ، ألم تر أن أروع ما فى الشعر لا يؤتى إلا عند سماع القافية ؟! ، ألا ترى أن ورود النهايات ضرورى لراحة النفس وإن كان العناء كامن فيه ؟! .
وعند إجابتك ب"بلى" فتحمل عناء ما عذبت لأجله ، فمثلك ممن أحب بلا أمل أشقى الناس ولا ريب .
#‏أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالى؟
..................................


بعد ما خالج نفسي حينها تيقنت أن تطابق حروف "الأمل" و "الألم" ليس اعتباطيا وما هو بمحض صدفة لا دلالة لها .
بعدما رأيتك وتعطلت لغة الكلام في فمى عندما اكتفيت بمجاهدة نور وجهك الطاغى جلالا حين تأملتك عُوضت بأن رأيتك أخرى فيما يري النائم لكنها مرة كنت فيها طليق اللسان واستطعت أن أبوح إليك بما لم أستطع البوح به حينها .. فهل رأيتنى ؟ !
لا يهم بعدما حدث ألم أم أمل .. فقد رأيت وقلت وحسبي هذا
#أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالى؟
.....................................

طوبي لمن لا يجد قلبي انفعالا جراء فرح لقياها إلا البكاء ، حيث أن لا أصدق ولا أقدر علي الإعراب منه تيها كان الأمر أو اتضاعا ..
ليكن ذلك ، إنى رضيتُ بحظى فيك أينما ذهبت بى .. فهللا رضيتى !
#‏أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالى؟
.....................................


والناس عندي مقامات كما علمتِ ، فأدناهم- فيما أظن أنه ناس - الطبيب من حيث يحاول إبراء ما يشبه الآلات في الأجساد ، وأوسطهم صاحب النغم فمن شأنه سبر أغوار القيعان في جواهر النفوس لا أعراضها ، وأعلاهم من قد تدركينه بقليل نظر في مقلتىّ وقليل تمييز من سماع لأنات ما يشبه القدر وهو يغلي فىّ .
#أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالى؟
.............................


ومرارة الفقد لا تعدلها مرارة سوى أن يضاف إليها قرب من تفقد ، لن تعلم يا صاح ما أقول إلا أن ترى من تعلق بقلبك يوما ما - بعدما فرقتكما إحدى نوائب الدهر - حين لا يأبه لك عندما تقع عينك على عينه ثم يمر وكأن ما كان لم يكن !!
و آه من فعل ذلك السهم الذي يرديك لكنه موت من نوع آخر ،يشارف الذروة ولا يصل  ، فأنت بين الحياة والممات كائن !
تبدو كأن لا ترانى وملؤ عينك عينى
#‏أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالى؟
......................................  

      
وتوحد ما بك وما بي يا ابن الجهم فقلت بلسان مقالك ما مراده  :
((عيون المها .. جلبن الهوى
أعدن اللقا .. إليّ الدوا))
فمثلى ومثلك كمن عرف وما اسطاع  أن يغترف والمقال ينبي عن الحال  :
سلمن فقلت .. سلام ليا
لهون نعمت .. كأن لاهيا
ضلالى فيها .. هداها هيا
صددن رققت .. فزادت بيا
هجرن فهجت .. رضى شانيا
شكوت لليل .. رأى حاليا
بقلب بوجد .. بها باليا
أيا ليل لا .. قي لها لاقيا
أو اجمع لعل المها صافيا
أو ارق الجوى .. فما راقيا
أو ارحم هوى لي.. غدا خاليا
#أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالى؟
اقرأ المزيد »

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015

المنفرجة


فريق تحرير مقصد
--

المنفرجة قصيدة عظيمة القدر والفائدة ،  وهى منسوبة لأبي الفضل يوسف بن محمد بن يوسف التوزري التلمساني  433 هـ - 513 هـ 1041 - 1119 م  ... 
وقد شرحها كثيرون منهم الشيخ إسماعيل الانصارى في شرح أسماه (الأضواء البهجة في إبراز دقائق المنفرجة) ، ومنهم العلامة عبد العزيز المكى شرحا سماه (المنعرجة في شرح المنفرجة) ، والشيخ حسنين مخلوف -مفتى مصر السابق -في شرحه الذي سماه (شفاء الصدور الحرجة بشرح دقائق المنفرجة) وكثيرون غيرهم. 
نص القصيدة :

اشتدّي أزمةُ تنفرجي *** قد آذَنَ لَيلُكِ بالبَلَجِ
و ظلام الليل له سُرُجٌ *** حتى يغشاه أبو السُّرُج
و سَحابُ الخَيرِ لَهُ مطرٌ *** فإذا جاء الإبَّانُ يَجِي
و فَوائِدُ مولانا جُمَلٌ *** لسُروح الأنفسِ و المُهَجِ
و لها أَرَجٌ مُحْيٍ أبدا *** فَاقْصِد مَحْيَا ذَاكَ الأرَجِ
فَلَرُبَّتمَا فَاضَ المَحْيَا *** ببُحورِ المَوْجِ من اللُّجَج
والخَلْقُ جَميعًا في يدِهِ *** فَذَوُ سَعَةٍ و ذَوُ حَرَجِ
و نُزولُهُمُ و طُلوعُهُمُ *** فإلى دَرَكٍ و على دَرَج
و معايشُهُم و عَواقِبُهُم *** ليستْ في المَشْيِ على عِوَجِ
حِكَمٌ نُسِجَتْ بِيَدٍ حَكَمَتْ *** ثم انتسجَتْ بالمُنْتَسِجِ
فإذا اقْتَصَدَتْ ثم انْعَرَجَتْ *** فبمُقْتَصِدٍ و بمُنْعَرِجِ
شَهِدَتْ بعجائِبها حُجَجٌ *** قامت بالأمرِ على حِجَجِ
و رِضًا بقضاء الله حَجِى *** فعلى مَرْكوزَتِه فَعُجِ
و إذا انفتحتْ أبوابُ هُدَى *** فاعجل بخزائنها و لِجِ
و إذا حاوَلْتَ نِهايتَها *** فاحذَرْ إذْ ذَاك من العَرَجِ
لتكون من السُّبّاقِ إذا *** ما جِئْتَ إلى تلك الفُرُجِ
فهناك العَيْشُ و بَهجَتُهُ *** فَلِمُبتهِجٍ ولِمُنْتَهِجِ
فَهِجِ الأعمال إذا رَكَدَتْ *** فإذا ما هِجْتَ إذَن تَهِجِ
و معاصِي اللهِ سَمَاجَتُهَا *** تَزدانُ لذي الخُلُقِ السَّمِج
و لِطاعَتِه و صَبَاحَتِها *** أنوارُ صبَاحٍ مُنْبَلِجِ
من يخْطب حُورَ الخُلْدِ بِها *** يَظفر بالحُور و بالغُنُجِ
فكُنِ المَرْضِيَ لهَا بتُقىً *** تَرْضَاهُ غَداً و تَكونَ نَجِى
و اتْلُ القرآنَ بقَلْبٍ ذِي *** حُرُقٍ و بصَوتٍ فيه شَجِى
و صلاةُ الليلِ مسافَتُها *** فاذهَبْ فيها بالفَهْمِ و جِ
و تأمَّلَها و معانِيها *** تَأتِ الفِردوسَ و تَفْترجِ
و اشرب تَسْنِيمَ مُفَجِّرِها *** لا مُمْتَزِجًا و بمُمْتَزِجِ
مُدِحَ العَقلُ الآتِيهِ هُدًى *** و هَوَى مُتَوَلِّ عنه هُجِى
و كِتابُ اللهِ رِيَاضَتُهُ *** لِعُقُولِ الخلق بِمُنْدَرِجِ
و خِيارُ الخَلْقِ هُدَاتُهُمُ *** و سِوَاهُمْ من هَمَجِ الهَمَجِ
فإذا كنت المِقْدَامَ فَلا *** تَجْزَعْ في الحَربِ من الرَّهَجِ
و إذا أبْصَرْتَ مَنَارَ هُدَى *** فاظْهَر فَرْدًا فَوْقَ الثَّبَجِ
و إذا اشْتَاقَت نفسٌ وَجَدَت *** ألَمًا بالشَّوقِ المُعْتَلِجِ
و ثَنَايَا الحَسْنا ضَاحِكةً *** و تَمَامُ الضِّحْكِ على الفَلَجِ
و عِيابُ الأسْرارِ اجْتَمَعَتْ *** بأمانَتِها تحت الشَّرَجِ
و الرِّفْقُ يدوم لصاحِبهِ *** و الخرْقُ يَصِير إلى الهَرَجِ
صَلَواتُ اللهِ على المَهْدِي *** الهادي الناس إلى النَّهْجِ
و أبي بكرٍ في سيرَتِه *** و لِسانِ مقالتِه اللَّهِجِ
و أبي حَفْصٍ و كرامتِهِ *** في قِصَّةِ سَارِيَةَ الخَلِجِ
و أبي عَمْرٍ ذي النُّورَيْنِ *** المُسْتَهْدِ المُسْتَحْيِ البَهِجِ
و أبي حَسَنٍ في العِلْمِ إذَا *** وَافَى بسَحائِبِه الخُلُجِ


 وهذه مخطوط لمختصر شرح الشيخ زكريا الأنصارى: اضغط هنا

بيانات المخطوطة:
اسم المخطوط: فتح مفرج الكرب (مختصر شرح قصيدة المنفرجة)
المؤلف: زين الدين أبو يحيى زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا السنيكي المصرى الشافعى
صاحب القصيدة: يوسف بن محمد بن يوسف التوزري معروف بابن النحوي البجائي (نسبة إلى بجاية الجزائر) ت 513 هـ
الفن: آداب وفضائل
المصدر: مخطوطات الأزهر الشريف
عدد الأوراق: 08

اقرأ المزيد »

الاثنين، 21 سبتمبر 2015

حديث الجارة (2)


عاطف الكومندان
--

ولطالما احتجت لحكيم يكف عنى عبثي ، ويضم ما في إلى ما فيه حتى رأيتك فتبدلت رغباتى حين تبدل قلبي الخالى 
حينها .. صرت أنت العابثة وأنا الحكيم الذى يراودك أن ترحمي قلبه بشيئ مما عند رزان طال عليها ليل الزمن وانقطع رجائها ممن تحب ، وليس ذلك إلا لرجائي أن يفرغ شيئا من قلبك ليحوى قليلا مما أريد كونه فيه .
#‏أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالى‬ ؟
...............................................
طوبي لك يا من ظننت أنى لن أخالف عهدي في نضج ما يصدر عنى فكذب ظنى ، بل عدوى ذلك أصابت كل ما فىّ ..
فتارة أكون حيالك كطفل متلهف للعبة يلهو بها وما أنت بلهو وتارة أكون كشيخ ضعيف راج أن تميلين إليه لتعينيه علي نوائب الدهر ، وتارة أكون محققا في قولى مصيبا أكباد المعانى لا أبارى في طلاقة اللسان  وتارة أكون كنائم متكلم قلبه ولا يدرى ما يصدق لسانه على ما فيه ، وتارة أقول أن لقياك أشد علي من جفاك وتارة أقول ما تبت عن هواك لوهلة بقيت فيها في دنيا الناس .. وتارة وتارة
لكن حادثة يوقن بها قلبي دون هذا الزيغ الفائت أبوح بها ..
إن لي حياة فيك قبل حياتى ... إن لى موتا فيك بعد مماتى
#‏أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالي‬
...............................................
أفدي التى قضيت ما قضيت في تلمس ما طُبع في نفسي جراء لقياها و ما أصابنى من ذلك إلا العناء و الكد
فللحقيقة .. بحثي كان في مفقود ذهب معها والآن أبحث عنه قبل أن أبحث فيه.
#أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالى ؟
...............................................
ولقد رأيتنى وما أطرب لسمعى من صوتك حين يهمس أذنى ..
نغمتك حين تحملينها علي الجد كى لا تحاكى ما بداخلك من رقة ،
جرس سينك التى تؤذن قلبي بالإنصات إليك وتمنيه أن لعل يوماً ينصتان معا أو يصمتان معا ..
الصهل الذي يؤنسنى أيما إيناس بأن أرهق صوتك كما قلبي المسكين قد أرهق ،
ردى على ما سلانى فلكل وقعٍ لحرف منك وقعٌ ...
#أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالى ؟
...............................................
وما أوقف حينها رأسى ذاهلة عما ترى أن مبلغ غيرتى فيك تعدى وتعدى ، حتى أبى أن يستعير بيانى معنى لا تنتجه بنات أفكارى الخالصة كى أذكرك به !
أترى لأن لا مثيل لك أم لأن لا مثيل لما بى فيك ؟!
#أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالى ؟
...............................................
أجارة مهلا بعض هذا التعلل .. وإن كنت قد أزمعت هجرى فاهجري
أغرك منى أن هجرك قاتلى .. وأنك مهما تطلقي القلب آسرى
وما ذرفت عيناك إلا لتضربي .. بسهميك في أعشار قلبي المقفر
..
من وحي امرئ القيس حيث توحد الألم ..
#أيا_جارة_لو_تعلمين_بحالى ؟
اقرأ المزيد »

الجمعة، 18 سبتمبر 2015

تاريخ النقد (1)



البحر زيدون
--

النقد في اللغة يعنى الخدش أو اللدغ ، ونقد الدراهم وانتقدها أى أخرج منها الزيف ، ونلحظ أن الدلالة قد تغيرت من مجرد الخدش المادى إلى الخدش المعنوى وهو التفريق بين الجيد والقبيح ، و النقد كان ملازما للفن منذ نشأته ونستطيع القول بأن ازدهار علم النقد مرتبط بازدهار المادة الأدبية الواقع عليها فعل النقد ، فتعظيم العرب للشعر الذي يلحظ من قول عمر "كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه" كان ملاصقا لهم بتعظيمهم النقد الأدبي في صورته غير الكائنة في هيئة قواعد ومذاهب مثلما عليه الحال الآن ، ومن أشهر من يروى في ذلك أن النابغة الذبيانيّ كانت تضرب له قبة من أدم بسوق عكاظ فتأتيه الشعراء تعرض عليه أشعارها، فأتاه الأعشى فأنشده أول من أنشد ، ثم أنشدته الخنساء ، ثم أنشده حسّان :
 لنا الجَفَناتُ الغُرّ يلمعن بالضُّحى .. وأسيافُنا يقطرن من نجدة دَما
 ولدنا بني العنقاءِ وابنَي محرِّقٍ .. فأكرمْ بنا خالاً وأكرم بنا ابنما
قال النابغة: أنت شاعر لولا أنك قلت : ( الجفنات ) وهي من جمع القلة ، والأحسن لو قلت ( الجفان ) لكثرة العدد . - وقلت : ( يلمعن ) ( في الضحى ) ولو قلت ( يبرقن ) ( في الدجي ) لكان أبلغ -لأن الضيوف في الليل أكثر طروقا- ،وقلت أيضا : ( أسيافنا ) ولو قلت ( سيوفنا ) لكان أفضل ،وقلت ( يقطرون دما ) ولو قلت (يجرين ) لكان أفضل فجريان الدم دلالة على كثرة القتلى من الأعداء قال حسان والله أنا أشعر منك ومنها يقصد الخنساء فقال له النابغة : يا ابن أخي إنك لا تحسن تقول مثل قولي :
فإنك كالليل الذي هو مدركــي ..وإن خلت أن المنتأي عنك واسع
ومما يروى أيضا من أنه قد خرج عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وببابه وفد غطفان، فقال: أي شعرائكم الذي يقول:
 حلفتُ، فلم أتركُ لنَفسِكَ ريبةً … وليسَ وَراءَ اللَّهِ للمَرءِ مَذهب
 قالوا: النابغة يا أمير المؤمنين، قال: فمن القائل:
فإنّكَ كاللّيلِ الذي هوَ مُدْرِكي … وإن خَلْتَ أنّ المُنتأى عنكَ واسعُ
قالوا: النابغة يا أمير المؤمنين، قال فمن القائل :
أتَيتُكَ عارِياً خَلَقِاً ثِيابي … على خَوفٍ تُظَنّ بيَ الظّنونُ
 قالوا: النابغة يا أمير المؤمنين! قال: هو أشعر شعرائكم وغير ذلك الكثير من الروايات التى تحفل بها كتب التراث في بيان علو الحس النقدى عند العرب الجاهليين تبعا لبلوغ الشعر العربي حينها مبلغ من الإتقان لم يُسبق والذي استدعى بعد ذلك التحدي لهم بنزول القرآن الكريم لأنه من جنس ما هم متفوقون فيه .
اقرأ المزيد »

الخميس، 17 سبتمبر 2015

الطفلة الكبيرة



سمية رضا
--

وأرى نفسى والايام تمر وأنا مازلت افكر ... أرانى أول أمس .. قد كنت أضحك أكثر ارانى البارحة قد صار ثغرى اضيق ... لايقوى على ضحكتى ارانى اليوم وانا انغلق فمى واصبح حتى غير قادر على الكلام ... أرانى أحلم أن أعود طفلة مرة أخرى طفلة .. بريئة ... مشاكلها بسيطة تضحك الكبار .. تعتبرها مشاكل تحزن .. تقابل اصدقائها اليوم الذى يليييه ... تنسى كل ما حدث ما أجمله من نسيان تلعب .. تجرى ... تقفز ف كل الانحاء .. غير عابئة بما حولها من مصادر اكتئاب أو هم أو حزن
انظر الى نفسى وها أنا كبرت وقد اثقلتنى همومى وتفكيرى وووزنى للامور وتدقيقى ف كل كلمة ف كل فعل .. كنت قديما لا أعبأ بكل ذلك .. كنت سعيدة ...
انظر من حولى من جديد أرى أطفال أكبر همومهم أن يشتروا لعبـــة ... تسعدهم .. أو قل تطلق الطاقة من داخلهم ... فارى الأولاد يفرحون بالمسدسات .. أفكر لماذا أنتم فرحون به بهذه الطريقة .. أوتعلمون لو كان الأمرحقيقا .. ماذا أنتم فاعلون به ... فى ماذا تفكرون وكيف تفرحون .. أعود لأرى بنات تمسك بدمية وكأنها امتلكت الدنيا وما فيها ... ترعاها وتسهر عليها
هؤلاء ... لا يفهمون مشاكل آبائهم .. او بالأحرى لا يعرفوها .. لذلك هم سعداء .. أنقياء ... لم تأخذهم الدنيا فى دواماتها .. لم تلوثهم .. لم تنجس فطرتهم لم ترم بهم فى هوة التفكير والهموم والأزمات ... لم تعرفهم على المنافقين وأصحاب المصلحة
كم أن حياة الاطفال نقيه كم احلم أنا أن أعود إليها كم احلم أن ينفتح ثعرى من جديد وأضحك بكل حرية
أنا الطفلة الكبيرة
 
اقرأ المزيد »

الأربعاء، 16 سبتمبر 2015

شوق يتجدد وقهر لا ينتهى

 محمد مندور
--


تستيقظ مبكرة كما جرت العادة في مثل ذلك اليوم .. كانت قد أعدت الزاد سلفاً استعداداً لسفرها .. لم يضفي كون اليوم أول أيام عيد الأضحى شيئاً على أجواء اليوم بل ربما زادها حزناً ممزوجاً برغبة في انفراجة لا تأتي . . بدأت في ارتداء ثيابها طبقة فوق الأخرى رغم حرارة الجو وطول السفر إلا أن يد التفتيش أحر دائماً على جسدها من نار متقدة . . ! بدت أميرة في زيها حيث كان فضفاضاً يبدي حسناً لا تراه الأعين حيث أن أصحاب هذا الذوق الرفيع من النساء غالباً ما يغضون أبصارهم متمنيين من الله أن يرزقهم زوجة في حسن روحها .. بدأت رحلتها راضية مطمئنة يهفو قلبها لرؤية الأحباب رغم طول الطريق أخذ شوقها الذي تزايد في الأيام الماضية يخبرها أن الرحلة المتجددة أوشكت على الانتهاء .. بعد عناء الانتظار الطويل وأصابع التفتيش التي تفترس جسدها دائماً وتفترس في أغلب الأحوال جزءاً مما تحمل من طعام .. بعد عناء سماع خليطاً من جميع الألفاظ النابية والشتائم التي حواها قاموس تلك الطبقة المتدنية من البشر أو أشباه البشر .. استطاعت أن تراهم وحتى رؤيتهم تلك قد عانت في جعلها في ذات اليوم أيام وليال . خرجوا إليها في أحسن هيئة تطالعهم هي من بعيد حتى وصلوا إليها .. الأب والأخ .. هدأت أشواقها برؤيتهم وتعانقت أرواحهم سوياً لم يبد في عينيها سوى شوق شديد وقد استطاعت إخفاء كل شيئ أخر ، أما هم فقد أفصحت دموعهم في نهاية الزيارة عن ما يسمى قهر الرجال .. فهم يعرفون جيداً كم المعاناة التي تتكبدها لتحظى برؤيتهم دقائق معدودة وكم حثالة البشر التي تُجبر على التعامل معهم لتجتاز الأسوار التي تحجزهم عنها لدقائق .. غلبتها دموعها في رحلة العودة ما بين شوق يتجدد وقهر لا ينتهي .. إلا أن الحياة تبدي دائماً غاية قسوتها في عز لحظات حاجتك .. كانت مطالبة بأن تغدو طبيعية حتى لا تثقل على والدتها المريضة والتي كانت تسارع الطريق لتصل إليها حتى تراعها وتطببها .. هكذا أيامها ما بين أخ وأب وصديقة ومجتمع طاله الظلم في جيمع جوانبه .. تتذكر في نهاية يومها كونها آمرأة مجاهدة لو وجد في بلدها بضع رجال لما تكبدت تلك المعاناة .. !
 
اقرأ المزيد »

الأحد، 13 سبتمبر 2015

ما وراء اللاعنف

أحمد مصطفى
--

يكثر الحديث في الآونة الأخيرة عن "حرب اللاعنف" أو "المقاومة السلمية" أو "حرب الصدور العارية" و هي مصطلحات تشير إلى النهج الذي يتبنى استراتيجيات التغيير السياسي و الاجتماعي التي تنبذ العنف و تتبنى بدلا منه مجموعة من الوسائل السلمية كالعصيان المدني و التظاهر و الاعتصام و الخ.. لتحقيق التغيير. لن أطيل الحديث عن تفاصيل "حرب اللاعنف" و تكتيكاتها و مراحلها و تاريخها فقد نشرت في ذلك كتب و دراسات كثيرة جدا، لكن ما سأحاول الوقوف عليه هو البعد الفلسفي و الأخلاقي لحرب اللاعنف فهذه من وجهة نظري هي نقطة الانطلاق الصحيحة لتقييم أية فكرة من حيث صلاحيتها أو عدم صلاحيتها قبل التطرق للجانب الواقعي.

لقد عقد "علي عزت بيجوفيتش" مقارنة بين الإسلام - بوصفه دينا شاملا لأمور الدنيا و الآخرة معا - و بين المسيحية - بوصفها دينا مجرد يقتصر على الخلاص الأخروي - و كان مما ذكر من محاور الاختلاف بين الإسلام و المسيحية موقف كل منهما من استخدام العنف، أما المسيحية فرسالتها تدعو إلى المسالمة و نبذ العنف بكل صوره و أشكاله "فالمسيحية والدين (المجرد) بصفة عامة – من حيث معارضتهما للعنف – لا يمكن لهما التأثير في أي شيء من شأنه أن يُحَسِّنَ من وَضْعِ الإنسانية من الناحية الاجتماعية، فالتغيرات الاجتماعية لا تأتي بواسطة الصلوات والأخلاقيات (وحدهما) وإنما عن طريق قوة مُدَعَّمَة بالأفكار أو المصلحة" و مما ورد في هذا المعنى في "الكتاب المقدس" : "أحبوا أعداءكم و باركوا لاعنيكم" و "لا تقاوموا الشر، و من لطمك على خدك الأيمن فقدم له الآخر أيضاً" اهـ.

يتضح مما سبق أن فكرة نبذ العنف نبذا مطلقاً هي فكرة مسيحية بامتياز تتسق مع كون المسيحية دينا مجرداً يعنى بإصلاح النفس البشرية فقط بمعزل عن الحياة الاجتماعية، و هذه الفكرة أيضاً توجد في الأديان المجردة الأخرى فعلى سبيل المثال تظهر مبادئ اللاعنف في الفكر الديني الهندي بقوة و تعد أفكار غاندي عن "اللاعنف" امتداداً لها في فلسفته المسماة "الساتياغراها" و هي أسلوب للنضال عن طريق اللاعنف و الكفاح المدني و تعد البداية الحقيقية لفكرة "حرب اللاعنف" في الفكر السياسي المعاصر، كما أن هذه الفلسفة ألهمت كلاً من "مانديلا" و "لوثر كينج" في نضالهما السياسي. لم يكن غاندي ينظر إلى اللاعنف بوصفه خياراً استراتيجياً أو تكتيكياً فقط، بل كان ينظر إليه كخيار أخلاقي، فاستخدام العنف من وجهة نظره ليس أمراً عادلاً تحت أي ظرف من الظروف كما أنه لا يؤدي إلى نتائج عادلة فـ"الوسائل للنتائج، كالبذرة للشجرة".

لا بد أن نذكر أيضاً أن "اللاعنف" الذي استخدمه غاندي ضد الاحتلال البريطاني للهند كان أمراً مرحباً به بشكل أو آخر من قبل البريطانيين في ظل المقاومة الإسلامية التي كانت موجودة في الهند إبان الاحتلال و التي كان غاندي أحد أسباب فشلها و احتوائها بحراكه "السلمي" الذي أدى في نهاية الأمر و بعد رحيل الاحتلال البريطاني ظاهرياً إلى تقسيم الهند و القضاء على الوجود الإسلامي فيها و في ذلك يقول الأستاذ أنور الجندي رحمه الله: "لقد كانت دعوة غاندي إلى ما سماه اكتشاف الروح الهندي الصميم، والرجوع إلى الحضارة الهندية، هو بمثابة إعلان حرب على الحضارة الإسلامية التي عاشت على أرض الهند أربعة عشر قرناً، وغيرت كل مفاهيم الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، بل إنها قد غيرت مفاهيم الهندوكية نفسها".

ما حدث في الهند قبل عقود تحت راية "اللاعنف" يحيلنا إلى الواقع مرة أخرى، و يساعدنا على تفسير هذا الاحتفاء الغربي الكبير بفكرة اللاعنف حتى أن هناك العديد من المراكز البحثية و منظمات المجتمع المدني الأمريكية و الأوروبية أنشأت خصيصاً لدعم حراك التغيير "السلمي" في دول العالم الثالث من أجل تحقيق "التحول الديمقراطي" مثل معهد "ألبرت أينشتاين" و "صناع السلام المسيحيين" و "منظمة اللاعنف العالمية" و غيرها من عشرات المنظمات التي تنفق ملايين الدولارات في هذا المجال، كما أن هذه المنظمات توفر دورات للنشطاء السياسيين في مختلف الدول بما فيها الدول العربية و الإسلامية من أجل النضال ضد الدكتاتورية و تحقيق الديمقراطية، كما أن هناك منظمات عربية أيضا تعمل في نفس المجال.

في تقديري هناك العديد من الدوافع التي تحرك الغرب لدعم فكرة اللاعنف لا سيما في الدول العربية و الإسلامية منها محاربة أفكار التغيير المسلح التي تتبناها التيارات الإسلامية الجهادية - و التي تهدد مصالح الولايات المتحدة بشكل مباشر - كما أن هذه الحركات التي تبنت الحراك المسلح للتغيير السياسي في الدول الإسلامية شكلت الحاضنة التي خرجت منها حركات "الجهاد العالمي" و حركات المقاومة المسلحة في مختلف الأقطار الإسلامية و التي تعد الخصم الأول للولايات المتحدة في "الحرب غلى الإرهاب"، فوجود بديل لفكرة التغيير المسلح و نجاح هذا البديل و دعمه داخلياً و خارجياً هو أحد استراتيجيات الخرب على الإرهاب. كما أن أحد الدوافع التي تحرك الغرب لدعم فكرة اللاعنف عالمياً هو أن فكرة السلمية فكرة رأسمالية بامتياز لأنها تتيح فرصة للتغيير السياسي الظاهري فقط و الغير مؤدلج مما يقطع الطريق على أي ثورة أيديولوجية تتبنى أيديولوجيا ضد الرأسمالية كالاشتراكية على سبيل المثال.

و قد أثبت التاريخ أن "الثورات السلمية" و الغير جذرية لا يمكن أن تؤدي إلى تغيير حقيقي سياسياً و اقتصاديأً و اجتماعياً يؤدي إلى التحرر من التبعية للغرب، لكنها تتيح فقط تغيير أشخاص النظام السياسي الموجود بالفعل و في أحسن الأحوال تؤدي إلى استبداله بنظام أقل قمعاً - من الناحية الظاهرية - و أقل فساداً و ربما أكثر استناداً على الرضاء الشعبي لكنه بحال من الأحوال لن يكون نظاماً تحررياً و إلا سيتم إجهاض تجربته عاجلاً أم آجلاً نتيجة لعد قدرته على المقاومة و الصمود.
اقرأ المزيد »

الجمعة، 11 سبتمبر 2015

عن معرفتنا



عاطف الكومندان
--

إن المسألة الأساسية في كل فلسفة هى مسألة بدايتها(1) ، ومن المقرر عند الأكثرية من أصحاب الفلسفات أن المدخل (المعرفي/الابستمولجي) هو أقصر الطرق لبيانها ومنهجها وبنيانها ، وبحكم كون الإسلام مشتملا على رؤية كونية للحياة والكون والإنسان كان مستندا إلى رؤية واضحة المعالم مطردة لوازمها متباينة عن مثيلاتها فى أمر المعرفة، فقد قرر الفصل بين الوجود الذهنى والوجود الخارجى من حيث قرر المثاليون التماهي بينهما وقرر الماديون حصر التصور الذهنى في كونه انعكاسا للوجود الخارجي ، والمعرفة في الاسلام متمايزة بالتوافق بين مصادرها (2) ، فمن حيث أخطأ الحسيون في نفيهم ما يختص به العقل من التجريد والأحكام الكلية وأخطأ الذين يشككون في الحواس من العقليين، أجاد هو في تحقيق التكامل بين ما يختص به العقل وما تختص به الحواس ، يقول ابن تيمية "إنما يحصل العلم به -أى النظر العقلى- بعد العلم بالحس ، فما أفاده الحس معينا يفيده العقل والقياس كليا مطلقا ، فهو لا يفيد بنفسه شيئا معينا ، لكن يجعل الخاص عاما والمعين مطلقا ، فإن الكليات إنما تعلم بالعقل ، كما أن المعينات تعلم بالحس (3) ، فمع أن الحواس ليست آلة للتمييز بل للإدراك لن تستطع المعرفة العقلية مجردة أن تتم إلا بضرورة المطابقة بين إدراك المحسوسات والواقع الخارجى ، ومن حيث اختصت الحواس بالإدراك اختص العقل بمهام تتعلق بتجريد المعانى الكلية وتعميم الأحكام وأصبح بإمكانه إدراك العلاقة -السببية- بين الضرورة العقلية والغيب الممكن عقلا، خاصة مع توافر المبرر الحسى بثبوت المعجزات الدالة على وجود الأخير ، يقول الغزالى "وأكثر الموجودات معلوم بالاستدلال عليها بآثارها ولا تحس ، فلا ينبغي أن يعظم عندك الإحساس والتخيل وأن ما لا يتخيل ليس بموجود" (4)، فحتى في مفردات العلم الحديث توضع للضرورات العقلية كافة الاعتبارات بإثبات وجود بعض الظواهر بآثارها -كحركات الألكترونات والأشعة- وإن لم يعرف عن كنهها أبسط معرفة ، فكيف ينكر هذا فيما دلت عليه مشاهدات الكون كلها وشهادات العقلاء ومعجزات الأنبياء ؟! الحاصل أن الذهن يعجز عن إدراك كنه الغيب بالحس وقد أفاد مفكرو وفلاسفة الإسلام في بحوثهم إلى محدودية العقل في إدراك مجموعة متنوعة من الإدراكات والحقائق مثل الأمور والقضايا الغيبية أو قضايا الألوهية والنبوة والروح .... إلخ (5) ومن هنا جاء الوحى مصدرا سمعيا للمعرفة البشرية وبدا افتقار الانسان إلى استمداد المعرفة الغيبية منه فحسب ، يقول سيد قطب عن بعض المتفلسفة أنها "ظلت تجاهد بعقولها المحدودة من ذات الله والمعرفة الحقيقية المغيبة عن غير طريق الكتب المنزلة ، وكان منهم فلاسفة حاولوا تفسير هذا الوجود وارتباطاته ، فظلوا يتعثرون كالأطفال الذين يصعدون جبلا شاهقا لا غاية لقمته، أو يحاولون حل لغز الوجود وهم لم يتقنوا بعد أبجدية الهجاء! وكانت لهم تصورات مضحكة -وهم كبار الفلاسفة- مضحكة حقا حين يقرنها الإنسان إلى التصور الواضح المستقيم الجميل الذى ينشئه القرآن ، مضحكة بعثراتها ، مضحكة بمفارقاتها ، ومضحكة بتخلخلها ، ومضحكة بقزامتها بالقياس إلى عظمة الوجود الذى يفسرونه بها (6) ، ومما سبق يبدو تمايز الإسلام -والإسلام وحده- عن غيره بتصور مطرد متعاضد في أمر المعرفة ومصادرها فى نظم متعاقب متين ، محدثا نظاما صالحا لكل المتغيرات ومصلحا لكل التخبطات ، من حيث أن الاستقرار على رؤية معرفية كهذه هو المكون الأكبر في إيجاد منهج للاستدال على نفس الشأن من الوفاق والاتساق ، وبحيث يكون عصيا على الاختراق في ظل اضطراب الأفكار في بحار الزيغ والإنكار .. والله الهادى .


_____________________________________________________


1 - ما هى المادية روجيه جارودى ص5


2 - انظر المعرفة فى الإسلام مصادرها ومجالاتها عبد الله القرنى ص25


3 - درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية ج7ص274


4 - معيار العلم للغزالى ص63


5 - نظرية المعرفة فى الإسلام دراسة مقارنة جعفر عباس حاجى ص242


6 - فى ظلال القرآن سيد قطب 3731
اقرأ المزيد »

هوامش على كشكول الصراع

 

مصطفى حجازي
-- 

توازن الرعب : في الحرب العالمية الثانية قصف الأمريكان "هيروشيما" و "ناجازاكي" بالقنابل النووية ولم يفعلوا ذلك في "برلين" النازية مع إنها كانت الأخطر في هذه المرحلة لا كما يشاع بسبب فقط عنصرية الرجل الأبيض التي منعته من ضرب أبناء عرقه ووجهته لجزر أصحاب العيون الضيقة بل أيضًا بسبب شك قراصنة واشنطن الذين وصلوا لهذا السلاح بواسطة أيادي ألمانية مهاجرة بالإساس في أن يكون الرايخ الثالث قد سبقهم لهذا السلاح فيعني إستخدامهم له ضده إنتظار ضربة إنتقامية مماثلة لما يقتضيه قانون نيوتن الثالث للحركة القائل :

"لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الإتجاه "

لذا كانت إمبراطورية اليابان هي الهدف منزوع الأسنان والحقل معدوم الحراس لإجراء هذه التجربة دون الخشية من نتائج سلبية علي المجربين ...

تمر السنوات و تستمر الحرب الفيتنامية الأمريكية فترة الستينات ولا تستطيع أمريكا المضي قدمًا في خطة الجنرال " مكارثي " لإجراء ضربات نووية علي ما يقارب الثلاثين منطقة في آسيا لإيقاف الخطر الأحمر وصنع إنتصار لليانكيز علي رجال حروب العصابات الفيتكونغ في فيتنام والكوريين في بيونغيانع ليحفظ ماء وجوههم المراق من قبل علي سواحل الكاريبي و في غابات أمريكا اللاتينية ....

لكن أمريكا التي تعلم جيدًا أن "ستالين " لم يترك الميدان الاحمر قبل أن تمر فيه من أمامه صواريخه العابرة للقارات القادرة علي حمل رؤوس الموت النووية تعدل عن هذه الإقتراحات المجنونة لـ"مكارثي" خاصة بعد أن دخلت واشنطن ونيويورك في مظلة قدرة الردع السوفيتية في حادثة الصواريخ الكوبية -نشرت كوبا الثورة منصات صواريخ سوفيتية قادرة علي حمل رؤوس نووية علي أراضيها- الأمر الذي جعل صانع القرار الأمريكي يفضل ترك فيتنام للشيوعيين علي أن يعيش إحتمال -مجرد إحتمال- أن يكون طرفًا في حرب نووية شاملة ...

الأمر نفسه تكرر مع أرض الحكام المعاتيه المعروفة بكوريا الشمالية و المحاصرة منذ عقود ولا تستطيع أمريكا مع ذلك شيها بنارها المبالغ في قوتها لا لشيء إلا خشية سلاحها النووي الضعيف مقارنة بتكنولوجيا هذه الأيام ....

الأمر إذًا هو خلق حالة ما من الرعب المتبادل ....نوعًا ما من مباريات التحمل يكون فيها إصبع كل خصم تحت أضراس خصمه ليزيد كل منهما قوة ضغط فكه علي أصبع عدوه كلما ضغط عدوه علي أصبعه .....

الأمر الذي وعاه رجال الطليعة المسلمة المجاهدة في أواخر التسعينات فوحدوا تنظيمين من أكبر تنظيمات المجاهدين علي وجه الأرض وأنتجوا مشروعًا يعمل علي نقل المعركة لدول المركز تحت عنوان بسيط جدًا في ألفاظه معقد وعميق للغاية في معانيه ومدلولاته ....

شعار المقايضة علي الحق في الحياة الآمنة الذي لخصه الداعية له بقسمه الشهير :

"أقسم بالله العظيم الذي رفع السماء بلا عمد، لن تحلم أمريكا ولا من يعيش في أمريكا بالأمن قبل أن نعيشه واقعا في فلسطين، وقبل أن تخرج جميع الجيوش الغربية من أرض محمد صلى الله عليه وسلم "

الإستنتاج الذي يجب أن نصل له في النهاية من كل هذا أن الظالم يستمر في ممارسة ظلمه علي المظلومين طالما لم يبادروه برد فعل قوي يجعله يضع نتائجه علي طاولة حساباته ... في غياب هذا الرد الذي يصنع توازنًا في حالة الرعب بين طرفي الصراع سيظل الطرف الأضعف مجرد كيس للملاكمة لا قيمة له إلا تقوية الطرف الظالم و مساعدته في تضخيم عضلات ذراعيه إستعدادًا للمعركة الفاصلة مع عدو جدير بمنازلته ....

إما عن كيف يكون رد الفعل بين الطرفين غير المتكافئين فهذا حديث آخر يطول بإذن الله ......

#يتبع #من_أجل_معركة_لانخبوية
اقرأ المزيد »

بين العاطفة والشهوة



إبراهيم هلال
-- 


يبدو للوهلة الاولى ان فيلم التوازن – Equilibrium - ذو نمط متشابه مع باقى الأفلام الأجنبية، والغريب عن البيئة الشرقية والعربية – الإسلامية خاصة - الأفلام أيضًا تحتوى على أفكار تبدو غريبة وغير واقعية بالنسبة لشخص يعيش فى الوطن العربى الإسلامى
فالكائنات الفضائية والوحوش والأناسىّ الآليين غير مألوفين هنا !
غير أنه عندما أدمن الرجل التلفاز فهو قد اعتاد على كل شئ غير مألوف دون أن يسمح لعقله الواعى بأن يترجم الأفكار !
فى الفيلم المدعو Equilibrium
يظهر البشر أنهم قد سأموا من الحروب والصراعات والنزاع
واكتشفوا أن تلك الحروب هى قرارت صدرت عند الغضب أو هى ترجمة مادية للشعور بالانتقام
هو ذلك الشعور ..قوة العاطفة تحرك البشر نحو أشياء إذا اكتملت فقد تدمر العالم
فقرر البشر أن يكون مجتمعهم أملسًا ، خاليًا من أى عاطفة
ساعدهم فى ذلك تقدمهم العلمى واستخدام المادة بطرق متقدمة وحديثة
ابتكروا مصل يمنع الشعور، كل الشعور وأى شعور
لا حزن لا غضب لا حب لا انتقام لا فرح لا ندم .....
وقرروا أن يحرقوا كل شئ يتصل بالروح أو الفن أو يتصل بأى شعور أو يولّد أى شئ من العاطفة
ظهرت خلفيات ذلك المجتمع صماء بلا أى نقش أو شئ يعبر عن الفن
الآن الرجال فى مهمة خطرة !!
فقد اكتشفوا مخبأ للخارجين على القانون يخبأون فيه لوح فنية قديمة
وصل العميل المكلف بالمهمة للمكان واستطاع أن يقضى على الخارجين ببراعة شديدة
وحرقوا كل اللوح الفنية
يستمر الفيلم ويقتل العميل صديقه لانه اكتشف أنه يقرأ كتاب
ثم يقبض على امرأة وجدوا تحت بيتها غرفة تمتلئ باللوح الفنية
أحرقوها فى الفرن
ثم تمر الأيام وتتناوب الأفكار فى رأس ذلك الشخص
ويمتنع عن أخذ المصل المقاوم للشعور يوما بعد يوم
ثم يقرر هذا الشخص أن يتعاون مع الخارجين ويقتل الرئيس الأب
وينتهى الفيلم بأن ذلك المجتمع انهار تمامًا، وخرج الناس من القيود ليحيوا حياتهم الطبيعية فيحزنوا ويفرحوا
بيد أن الفيلم قد اظهر هؤلاء الخارجين فى مشهد ( بار) يمتلئ بالرجال يرقصون فى أيديهم زجاجات الخمر والنساء بملابسها المكشوفة
الفيلم قد عقد مقارنة بين المجتمعين فمجتمع اللاشعور الناس فيه يلبسون البدل لا يبتسمون، يؤدون عملهم بإتقان ويصلوا دائما فى مواعيدهم
مجتمع متقدم فعلا تتحكم الاله فى كل شيء، بل إن الإنسان تحول الى آله !
أما المجتمع العادى فهو مجتمع فوضوى تتحكم الشهوات فى الرجال والنساء
يرقصون ويغنون بلا قيود وبلا حساب
وقرر الفيلم أن المجتمع الثانى انتصر لإن الإنسان لا يستطيع مقاومة الشعور بالعاطفة طويلا
يعتقد الناس فى المجتمع المادى انهم عندما قضوا على العاطفة والجمال فإنهم قد أقروا السلام وأنهوا الصراع وانتهت المشاكل
لكنهم فى الحقيقة كانوا يحاربون العدو الخاطئ
كانوا يحاربون الفن والجمال ولكنهم تركوا الشهوة
لم يستطيعوا أن يقضوا على الشهوة والغرائز بداخلهم
استمروا فى الزواج وجمع المال والبحث عن السلطة
وأصبحت الشهوات هنا مجردة من العواطف
اما المجتمع الذى انتصر لم يكن مجتمعا مثاليا ايضا
وذلك يظهر فى مشهد (البار) الذى ذكرته من قبل
الشهوات هنا ممزوجة بالعاطفة
والفن
واذا كان مجتمع الآلات والمادة مليء بالقيود
ليس به أى مساحة للحرية
فإن المجتمع البشرى هو الآخر مليء بالقيود الشهوانية والغريزية
إننا لا نرى الأشياء على حقيقتها بسبب تلك الشهوات وهذه القيود

نرى الجمال فى غير صورته ولا نرى القبيح قبيحا
كم زوج هو غير سعيد مع زوجته وأصبح لا يراها جميلة
كم شخص تغيرت رؤيته للأشياء عندما فكر بشكل مختلف أو مع مرور الزمن
الشهوة تمنح القبيح طبقة من الجمال وأحيانا تسلب الجمال حقه !!
هذه الطبقة مزيفة لذلك سرعان ما تتلاشى بعوامل الطبيعة
الشهوة قيود على الإنسان حين يستطيع أن يتخلص منها سيرى كل شيء فى صورته الحقيقية سيرى الجمال ينبثق منه القبح، والقبح يحتوى على الجمال خارج نطاق المادة
أما الشهوة فهى تتخذ العاطفة سلاح أو مبرر أو غطاء لكن العاطفة تستطيع ان تستقل عنها وتنتصر عليها
كم سألت نفسى ؟؟
كيف كان سينظر الرجال والناس لبعضهم البعض إذا اختفت الشهوة بينهم ؟؟
كيف ستنظر إلى نظام الزواج وحقيقته وجوهره إذا اختفت الشهوة ؟؟

المجتمع الذى تسيطر عليه الشهوة يفقد روحه وأخلاقه ومبادئه وضميره ومعاييره وتصبح الشهوة غاية وكل شيء وسيلة للحصول عليها
المجتمع كله أصبح بائعًا ومشتريًا وسلعةً
عندما فقدت الروح مكانتها عند البشر
وأهمل البشر طرق سمو روحهم
وتدنت الروح رويدا رويدا فقددت صلتها بجوهر الروح العظمى
وحينها جهلت الصورة الحقيقية للجمال
فقدت النور وتاهت فى ظلمات العالم تتخبط
تبحث عن ملاذ لها
فلا تجد إلا الظلام ..وتصبح لذة الشهوة قصيرة وحسرة الندم لا تنقطع
ولكن السؤال ... هل يمكن للعاطفة ان تستقل عن الشهوة ؟؟؟
اعتقد أنهم دائما ما يتقاطعا ! لكن مصطفى محمود عندما تكلم عن العاطفة والشهوة - كتابه : أناشيد الإثم والبراءة - فهمت أن قوة العاطفة تستطيع أن تنفصل عن الشهوة عندما نفكر بأرواحنا فى أن الجمال مستمد من الله، حينها منحنى العاطفة يصل إلى درجة تظهر فيها الشهوة، فيكون الزواج حينها مثالى، أما أنك تفكر بشهواتك فتعشق ذلك الجسد إلى أن تحصل عليه ثم ينتهى كل شيء
فاعلم أنك أسير شهواتك

اقرأ المزيد »